سناء الداوود - سور شفاف..

لم أعد أرى التفاصيل الصغيرة..
و لا أنوي استبدال نظارتي.
بريّة وجهك أحفظها عن ظهر قلب،
فأنا طفلة ريفية،
كنتُ أغمضُ عينيّ وأسير على حواف السواقي..
أقفز ببراعة أرنب على صخور شاطئ البحيرة ....
و أنقّب التراب عن قباب الفطر..
أرى أكثر العروق غضاضة و خضرة
ثم أجمعها لأمي...
أمي التي كانت تخجل من كثرة حُبها لك،محاولة ضمّك بنظرة...
*
لا تبن أسواراً أكثر علواً بيننا،
لم تعد تؤدِ غرضها...
أراك من خلالها،من فوقها ،ربما من تحتها..
ألم أخبرك ؟!
لقد رأيت وجهك صدفة..
كسر الحزن قلب فرحتي ،
لا مجرّة تحتوي أصابعي؛
و لا حتى شعرك الأبيض ..
قلت : سأرسم نجمة على ظهر يدي لأكوّن مجرة خاصة لي...
و أترك أصابعي تشكّل نيازك..
و أزرعُ أمنيات طريق لن يرحل إليك إلا إذا ناديته..
مجرتي بلا إسم أو تاريخ
كل التواريح قاطعة للشرايين..
و أنا عدتُ أخيراً لبريّتي ..
أحرر نفسي من شباك الصيد
و من الأرقام والذاكرة ربما..
أحاول الفرار والمتابعة..
سناء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى