إبراهيم العميم - مسرح البهجة

هل للبهجة مسرح أمثل عليه؟
لا دور البطولة بل كومبارس

أحنى علينا الدهر نوازل لو عددناها

ضاع العمر وأخطأ العد

لحظات الحب طفل كنّا لا نجده

بين الأب والأم قسمة الجلد

كل علاقة قائمة على الرب

ينزع من قلبها حنو وعطف

تُثَنِّي أمٌّ على فلذة كبدها

دعاء الموت مقرونًا بالصلاح

من منَّا لم يسمع مناجاتها

خياران لا ثالث قبلهما أو بعد

(الله يصلحك أو يميتك)

أمها بين الصلاح والموت زمن لا نعرفه

فأعطيني فرصة بين العذابين

لعلي بعدما شابت عوارضي

أستقيم على درب معوجّ الحظ

ما فعلت جرمًا يقشعر الجناةُ منه

ما جعلت أذني عُشًّا لإبليس

هو فجر والفجر يزعجه الصياح

صاح الديك أو غرَّد حمام الوُرْق

صلاة فاتت أقضيها قبل ظهر

لا بعد عصر

هذا أمام الحي للباب قارع

ومن خلفه مؤذِّن

حمّال الخيزران الصلد

انهال عليك الجمع ضربًا

من مرَّ بالدار يرميك بالنعل

على السطوح جمهور نساء

يرددن -لعنه الله- على الخبيث

ماجن الفعل

حتى جارنا الطيِّب لم يفته الأجر

شارك بجمع الصرم

تطاير حذاء القوم فنالت منّي قذائفهم

أصابت من خلفي حتى كوز ماء السبيل وابنه

لم يسلم من القذف

مجانين الحي والقلم مرفوع عنهم

أبت نفوسهم باللوح لهم أجر

نالوا منك بشتيمة وسباب

الشتم أحيانًا أوقع من الضرب

سبابهم جنود ترفعك سماءً وتسقطك أرضًا

يا قوم، هلَّا جلسنا على رابية نُثْني على الجو شحيح المطر

ننظر للسماء نبادلها الندى

نرقب نجم الحب المتلعثم

لا نلوم إلهًا على كوارثنا

لا نرمي أوزارنا على شيطان متعبّد

ما يفعل المرء أمرًا إلا يعقله

و النفس ميزانها الفعل

ما غاب عنك شيء لا تدركه

و ما لم تدركه غيرك أدركه

إبراهيم العميم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى