إبراهيم بجلاتي - كم مرة سأنسى المفاتيح في الداخل

كم مرة سأنسى المفاتيح
في الداخل
وأبقى على السلالم حائرا بين الرقص وعضة الندم
احصي النقاط السود في غبش الرخام
كأنها نجوم تؤرخ للتعاسة
ليل إضافي
تفتت في يدي
والحياة كأنها زجاج سائل ورماد.
تخيل أنك في فيلم صامت قصير
الكاميرا تنظر من اعلى
السلم حلزون
لا نهائي
الكاميرا في المصعد
طراز شاندلر القديم
ذو الباب الزجاجي
تعرفه
تكة في كل طابق
أبواب عالية من الخشب على الجانبين
قطة وحيدة
في الطابق الخامس
على إفريز نافذة عالية
بزجاج معشق
ازرق
واصفر
واخضر
كلما اقتربت من الأرض
علا صوت المواتير
تهبط
والماء يصعد
تخيل
أن بناية كهذه
تغرق
وأن جثثا سوف تطفو
بثياب السهرة
وقمصان النوم
بعد طوفان كهذا
ستبقى الصور على الحوائط
وتبقى الستائر مبلولة
تنقط
ستسأل نفسك: أين ذهبت القطة؟
وهل مازالت أصابع البيانو
بيضاء كالعاج
وهل احتفظ البيانو
بلونه الأسود.
لماذا نسيت المفاتيح؟
ولماذا أضاء أحدهم النور فجأة؟
لست وحيدا على السلالم
ولست الوحيد الذي يستعيد سلامه الداخلي
بأفلام الكرتون
أضحك الآن من نفسي
وأنا افكر في شاعر ينتظر نبيا
وفِي شاعر آخر
يلبس عدة الحرب كاملة
ويوقد الحرب شاملة
فيم أنتظر أنا
مفتاحا احتياطيا
أو لصا
يحمل طفاشة في جيبه
وموسي حلاقة
تحت لسانه
يشوه به وجهي
قبل أن يسرقني ويهرب
كل هذا ليس مهما
المهم
أن هناك من يفتح الباب لي
دون أن يكسره

1 أكتوبر ٢٠١٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى