مصطفى معروفي - مخْزن سائب

في المساء الذي ميّز الدهر
عن دمه
وبنى جبلا عاليا لعواطفه
كانت الريح تأخذ كل مسار
وتربط أحصنة الماء بالماء
ثم تشد الرحال إلى قفص
في جدار اليقين
وتطوي ثياب الخريف طواعيةً...
أومض البرق
ثم تهادى على الأرض
قبَّلَ عُشْبَ الحقولِ
ولم ينس سؤدده في الفجاج
هناك تعالى هتاف الأيائل
أشعلت الأرض أسماءها
والمتاريس قد نهضَتْ صوبَ زوبعةٍ
تحرضها لترافق طير القطا للمصبّاتِ...
خِطْتُ قميص الخريف
جعلت السماء غنائي
وللغيم سقت تباريح نافذة
لا تلينُ
لقد جاءني شجر النار
ثم اختفى فجأة في تفاصيله
أيها الشجر المتوقف بين الطريق
وبين الجدارِ
إذا رازك الظلُّ
خذ لك مروحةً
وابْسُطِ اليد للاحتمال
وغنِّ قليلا أمام قرنفلة الوقتِ تشبهُ
طِفلاً يؤثث هاويةً بالمواعيد
للمدن المستديرةِ في
غلَس الليلِ...
والآن يصبح للأرض متَّسَعٌ
حيث تستغفر اللهَ للقبّرات التي
تسرق الريح من مخزنٍ سائبٍ
كان مِلْكَ البروق القديمةْ.
ـــــــ
مسك الختام:
أجملُ حبْرٍ
ما مات الرشّاش به
ساعةَ يشْربهُ.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى