مصطفى معروفي - أيها السأم المتكفِّلُ بي

أرى شجرا يتقدم
ثم يوضّب أشهى أوانيه في
ضفة النهر
يسقط مغتبطا بقدوم
ظباء الشتاء
جعلت أشك بقافلة لا هوادجَ
تحملها في المراحل
لا غيم يدرأ عنها اللهاثَ
لقد قلت مقتنعا
إنها عرضة للمقيل إذا النوق حنتْ
وناءت كَلاكلها
والنهار إذا جاء ألقى
عليها معاطفه
ولها سوف ينشئ في الدرب
قيظا سموحا يطوف السماء
بقفل قديم على ساقه
ويقول لها:
"في مداي ادخلي
ثم نامي على رئتي
لن تجيء الرياح غدا"
ويلوح الطريق
أسير به
لابسا أفْقَ من رحلوا
مادحا خضرة الوقت
لم أمتلك غير خيط
من الماء يشبهني،
أيها السأم المتكفِّلُ بي
سقْ شياهك نحو المراعي البعيدةِ
كن لبقا
فالشتاء الأخير أفاد التلال بعاصفةٍ
هي أشهى من القبرات التي تعشق الرقص
في حضرة النهر حين يكون
سخيَّ اليدين
ألا أيها الماءُ
هاك قميصا ومدفأةً
كن لنا سندا شاخصا
لا يخون المراثي المؤجلة.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
لو حكم الشعراء العالم
لانتحر القبح
وأصبحت الأرض مكانا
يصلح للعيش كما كانت
قبل مجيء الديناصور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى