لودي شمس الدين - قصيدة في مديح الندم..

قناع طحلبي فوق وجه الفجر والفراشات تغطي حمرة البحر بالدمع…
الورد يجرح الريح والماء المعتم في عيون المدن البعيدة…
وأشجار البنفسج تُبصر خُطى ظل الحمائم الحزينة…
في مديح الزمن،خنجران مصلوبان في حنجرة البئر الحية…
وفي مديح الندم،مسماران مغروزان في لحم الذاكرة المتحجرة من الألم…
وأصوات تتمتم عطشى”متى يشرب الغيم دموع الشجر”؟
متى ينحل الكلام الزبدي في دم الصمت؟وتبقى صدى التنهيدة ياسمينة في أعصاب الحكمة…
حجرٌ على حجر،زهرة على زهرةٍ وشمسٌ على قمرٍ…
ضحكاتي المؤجلة ترتعش،ترتجف وتتفسخ بين قوسين من الغياب والعزلة…
ليلة بعد ليلة نهران صغيران يجفان خلف غابات عيني أمي…
وأمي أقرب لله بجمالها من الحياة وبكفها البيضاء الممتدة كريشة نحو قاع الغيب…
لا جسد ينحت أصابع الضوء ولا ضوء يثير إحساس عينين مجروحتين…
العائلة وتر كمنجة ناعم كلما أنَّ حنَّ للرحيل بإيقاعه لمأوى الخبز والماء…
لا رحم أشد عذوبة ورقة من رحم الأم،فالمنزل دمعة نار في سُرتها الكونية…
قناع لحمي يحجب جلد الأفاعي البرية ولا أبواب مقفلة أمام صراخ الأنجم…
و التلال الهوجاء تطوي الوديان السرية،والسماء العتيقة تخفي الزنابق الغامضة في فم المدى..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى