وداد معروف - الرائحة!..

عبارة جعلتني أستوقف استرسالها في الحكي، وأعيدها عليها مرة أخري؛ فلا أذكر أني سمعتها من امرأة قبلها، فما بالي إذا كانت من امرأة في طريقها للطلاق، " كانت رائحته حلوة؛ أكثر ما حببني فيه رائحتُه الحلوة" أضافت عبارة أخرى أدهشتني، حينما عرجنا علي علاقتهما الخاصة؛ - فقالت: كنا متناغمين فيها كسيمفونية، لكن في حياتنا المعيشية كانت به عيوبٌ قاتلة. مغرور !
قلت : لعله كان وسيما؟
- وسيم ومستبد و أناني، أشد ما يسقط الرجل من عين المرأة أن ينتظر فرصته في الحياة من طريق زوجته
- لم أفهم فهززت رأسي لتضيف لي أكثر
- ابتسمت آية نصف ابتسامة و قالت: أنا أستاذة جامعية أما هو فكان يعمل في السياحة _ مواسم فقط _ فدخله غير ثابت، سيارته أنا التي اشتريتها له، أقساط شقة العجمي أنا التي سددتها، نسيت أن أخبرك أنه قدم معي كمحرم للبلد الخليجي الذى أعمل فيه الآن، مكث معي خمس سنوات لم يوفق لعمل، كل ما كان يفعله الجلوس في المنزل لحين عودتي من الجامعة، وبناتي من مدارسهن، يقضي اليوم ما بين التليفزيون و الفيس بوك ومهاتفة أصدقائه وأقاربه، مللت من الإلحاح عليه بالبحث عن عمل بجدية، يسوق مبررات غير مقنعة، كنت أترك له مصروف جيبه تحت طفاية سجائره كي لا أجرحه، ثم لم يعد الأمر يجرحه، فأصبح يطلب زيادة المصروف، زدته منه و نقص هو في عيني،
أدهشني التعبير، فلاحظت دهشتي وقالت : سأجيبك علي سؤال طرحَته عيناك عليَّ ولم تنطق به شفتاك، كانت لنا أوقات سعيدة صحيح، وبناتي الثلاث متعلقاتٌ به، ووجوده معي في الغربة حماني لا شك
- نطق لساني هذه المرة و قلت: و كل هذه الأسباب لم تعد هامة بعدما عدتِ لبلدِك وأصبحتِ بين أهلك!
- يا سيادة المحامية العظيمة، كل هذه الأوقات الجميلة و تلك الهارموني الرائعة تلاشت كلها لحظة أن صفعني علي وجهي أمام أخته، وحين وجدته يستمرئ استنزاف واستغلال راتبي، وأخيرا حين اكتشفت علاقاته الغرامية الفيسبوكية
- وبعد كل هذا ظلت رائحته الحلوة تداعب أنفك ؟!
- ابتسمت بمرارة وقالت: وستظل
- هكذا ختمت حوارها معي، وهي تناولني أتعاب القضية.

وداد معروف - من مجموعتي " فستان فضي لامع"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى