مصطفى معروفي - حاطب الليل

قلت له:
أخبرْني
هل أيقظتَ حماما كان ينام
على وتدٍ؟
ها هو ذا يخرج من سقسة النهر
ويدخل دائرة الدهشةِ حجرا يخضرُّ
فيجتاز مراحله القصوى
من سنبلة يتأثث
تمتد ذراعاه على ثبَج الأرض
كأني حين أراه
أجد الشمس على كتفي تسعى
وكأني صاحب مزرعة
جنبَ غدير يمشي متئدا
يحرسه حجل منبهرٌ
شجري عالٍ
جارٍ مجرى البلّوْرِ
بغيوم الوقت ملأتُ مداه
ألقيت إليه بسماءٍ أقربَ
لامرأةٍ لابسةٍ قمراً
بدون ضفافٍ
أنبأني الشارع ذو الناصية الهدباء
بأن مدينتنا كلَّ مساء
تقرأ بوصلة الليل
وفي بوابتها يرقص عصفور
ويشير إلى نار هاربة من معصمهِ
وهْيَ تميل إلى الفيضانِ
فقلت له:
أوقدْ ظلك في العتباتِ
ولا تلتحف الماءَ
بداهتك اليوم جنونٌ
أنت لنا مبتدأ الرحلةِ
أنت لها خاتمةٌ
خذ نايك واسق فراغ الوقت به
لا ضيرَ إذا كنتَ وحيدا
مثل السدرة يلبسها وزَغٌ
تحت رياح ما زالت تتعلم
كيف تسيرُ
أنا الأطلسُ
أنت تكون أخيرا حاطبَ الليلِ
تقود المطر القدسيَّ إلى التيهِ
بمقدرةٍ طازجةٍ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
لي يـــقيـــنٌ بــــأن باب التشفي
بيـــــنـــنا ينـــــــبغي له أن يُغْلقْ
ولأن الـــــوفــــاء قــــلَّ فــــــإنَّا
بتغاضٍ عن بعضنا البعض أَخْلَقْ





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى