وداد معروف - الرسالة التاسعة بعد الألف الثانية...

هذه هي رسالتي التاسعة بعد الألف الثانية التي أرسلها لك, لكنى لا أدرى أهي المائة الخامسة أم السادسة التي أقسم فيها أنى لن أرسل لك, ثم أحنث في قسمي ثانية, أصبحت الكتابة لك نوعا من الإدمان, فكلما مررت بخاطري "كلما ! " كيف كلما؟ أنت بخاطري دائما, تحيا معي حتى في مطبخي, فهذه الأطعمة الشهية وأنا أعدها بمهارتي العالية أتخيلك وأنت تأكلها وأسمعك وأنت تقول لي: سلمت يداك, و حين تعلق لي على صورها التي أرسلها لك فتكتب : يوما ما سآكلها من يدك
تغمرنى السعادة ويضئ لها وجهي
وحين أهىء نفسى وأرتدى ملابسي وأكمل أناقتي, أقف مختالة أمام مرآة عينيك , أعدل فيهما هيئتي ثم أبتسم رضا عن مظهري حينما أقرأه في عينيك, وحين أسألك أرفع شعري أم أتركه ؟ تأتيني إجابتك، بل اتركيه حدائق صفصاف تستلقى على كتفيك , كما تصف شعرى دائما
أخيرك أيهما أجمل على شفتي الأحمر القاني أم الوردي ؟
فتجيبني سريعا : بل الوردي, فبه تزداد أنوثتك وضوحا في عيني, ثم تقول لى عبارتك الأثيرة: أغار عليك من ملابسك وعينك الناظرة ومن الهواء حولك
هل أخبرتك من قبل عن احلامي ؟ ربما أخبرتك فى إحدى رسائلي إليك; لكنى سأقص عليك حلم الليلة, آه كم كان حلما سعيدا يا فارس, فقد اصطحبتني معك في مؤتمرك العلمي القادم إلى المغرب, كان قلبي يرفرف فرحا فوق جناحي الطائرة, أنا الآن بجانب حبيبي ويدى في يديه وعيناي في عينيه ! أتعرف ماذا قلت لي في حلمي الجميل ؟كما كل أحلامي معك..
اقتربت من أذني وقلت : سأكتب على جبيني أحبك , لتنظري مرة إلى الكلمة ومرة أخرى في عيني , ثم سرقت من خدي قبلة, استيقظت على دفء شفاهك فوق خدي, ولما استيقظت وجدتني أتمتم بقول الشاعر:
تخبرني الأحلام أني أراكم ..... فيا ليت أحلام المنام يقين
أربع سنوات هي عمر علاقتنا, لم تنقطع فيها عن زيارتك لي في الأحلام ، ومن عجب أنى لم ألتقيك حقيقة سوى ثلاث مرات, وكانت خارج الوطن حيث تقيم.
فارس..أما آن لهذا الشوق أن يطوى هذه الاميال ويأتي بك إليّ أو تحملني جناحاه إليك؟!
لدي صرخة أتمنى لو تفرج عنها شفتاي فأخبر بها كل الناس
وأقول : أنا هي رزان حبيبة هذا الشاهق الجميل, أنا وحدى من اختارها قلبه من بين كل النساء ليقول لها : أفخر أنك في حياتي, حبيبتي ...لا قيمة للحياة إن لم تكوني في القلب منها. توجتني أميرة علي كل النساء
أكتفي هذه الليلة بما كتبت لك, تصبح علي خير حبيبي
نامت , وعند الفجر أيقظتها رنة رسالته, مسحت بيدها أثر النوم عن عينيها, لتستطيع أن تقرأ , بدأت الكلمات على شاشة الهاتف تتضح شيئا فشيئا " وصلت توا مطار القاهرة, لم أخبر أحدا سواك "
اختلطت البسمة بتجعيدة الدهشة وهزها فرح غامر, جلست علي فراشها في انتباه, أعادت الرسالة مرة و مرة وقالت : أخيرا يا فارس يجمعني أنا و انت حدود الوطن, سيكون اللقاء في الوطن بطعم آخر, لكن لماذا لم تخبرني بمجيئك حينما كنت تكلمني عصر اليوم, يا لها من مفاجاة أطارت النوم من عيني, أيضا لم تكتب لي متي وأين ستلقاني ؟ !
أكلمت حوارها معه كما تعودت في خلوتها دائما, تخبره بجديدها, وتئن له إذا مرضت, تضحك له على نكتة سمعتها, وتعاتبه علي ردوده المبتورة, وتخاصمه لأنه قلل كثيرا من مكالماته, حقا يا فارس لم تعد تبدأني بالرسائل ؟ تحول الوضع فأصبحت انا التي تبدأك وأنا التي تسأل وأنا التي نصب عليك مشاعرها صبا ترى هل أحببت امرأة اخرى ؟
ودائما اكرر عليك السؤال وتكرر لي الإجابة: أنت عشقي الأبدي, هل يتبدل الحب يا رزان؟
لكن ماأسرع عودة وساوسي
مر اليوم الأول متثاقلا ولم يتصل, والثاني والثالث
أرسلت له الرسالة التاسعة بعد الألف الثانية فكتبت: أمن الممكن أن يغادر فارس أرض الوطن دون ان تضم يداه يد رزان ؟!
أضاءت صورته هاتفها, وجاء صوت فيروز عندي أمل فيك ,دالا علي مكالمته, ارتعشت يداها وارتجف قلبها وبصوت مرتعش مخنوق بالبكاء قالت : فارس أخيرا, أين أنت؟ متى ألقاك؟ تعبت من الشوق لك
وجاء صوته هادئا رزينا : سامحيني حبيبتي ... لم يتسع وقتي لمقابلتك , أغادر الآن مطار القاهرة, تتعوض إن شاء الله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى