مصطفى معروفي - مراهقة

"إن في اليد موجاً من الطيرِ"
صحت بكل أناةٍ
أنا من طرازٍ فريد
وسوف أمر إلى رغبتي
ثم أجلس منتشيا بالسماء العريضةِ
صرت أميرا على العشبِ
أعطي المحال ظنوني العليّةَ
أمشي
وخطوي رخامٌ
أعلقه في النوافذِ لحظةَ إنشائهِ
من يدل الطريق على دمهِ
حين يرمي أنامله
في زجاج الغوايةِ؟
من يشتري الشوق من حجر جاهدٍ
ثم يطعمه حفنةً
من غمامٍ حثيثٍ؟
هو البحر يتلو على الشطِّ آياتهِ
ويتيح بداهته للنوارسِ
حتى يكون على خلقٍ فارِهٍ...
أيها الطينُ
فلتشْهدِ الآن آلاءه
خذ نصيبك منها
وسرْ لنخيلِك ملتبسا
بالمياه العميقةِ
واعط سر السعادة لامرأةٍ
وهْيَ ترعى الشياهَ على تلّةٍ نائيةْ...
حين ألتفت اليوم نحو يساري
أرى الزيفَ
بالأمسِ في الحلْمِ
كنت أرى طائرا قزحيّا
يحادث نهرا
ويمشي وئيدا
كأن على رأسه سمكاً
لم يصلْ بعدُ سنَّ المراهقة الثانيةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
عيون حبيبي سمــــــاء لها
بهاء الحقول سقاها المطرْ
وأيضا لها سحْــــرُ أنشودةٍ
يُوقِّعها النهرُ وقتَ السحرْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى