مصطفى معروفي - لا نارَ فوقي ولا طينَ تحتي

كلما قايض النهر سنبلةً
بالأيائل
أو بالقطا
جاءه طائرٌ
ثم أنشأ يخضرُّ...يخضرُّ...
منقاره مرمريٌّ
وليس جناحاه منعرجيْنِ
كما كنت أعتقد البارحةْ...
كل قلب لديه مرايا
وقلبي لديه قرى بشبابيكَ
يلقي الغمام إليها تآويله
كي إذا نمتُ
أحلم بامراة تحمل الأرضَ
والطيرُ من حولها
توقد الأفْقَ بالاحتمالاتِ
ثم تُوَلّي الوجوه إلى شجرٍ
آية في العذوبةِ
يا أيها الولد المارُّ نحو نبوءته
جِئْ لقومك ملتحفاً بالأهازيج
وانتبذ الماء
ثم ارْمِ نايكَ للقبَّراتِ
ففي الغدِ
سوف تكون وحيدا
وتجتر أتراحك المزمنةْ...
في يديَّ
تلألأ برقٌ
وهبْتُ عراجينه للرياح
وأعلنتُ أني الغداةَ
سأغرس ذات اليمين طريقا
يقود إلى جهةٍ للمحالِ
وأمنحُ ذات الشمال
رياش الإقامة لليقين
إنني اليوم أصبو إلى حجرٍ نابهٍ
وأنا قائد الغيمِ
لا نارَ فوقي
ولا طينَ تحتي.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
لا تلــــــــمِ الخــــلَّ إذا مـــا هـــفا
إذْ أنـــــــــــتَ أيــــضا ربما تهـــفو
رُبَّ امــــــــــرئٍ عن خلِّه واجِــــدٌ
أضحى وعنه صــــــدره يصـــفو
عِشْْ في نعيمِ الحِلْمِ واعْلمْ أخي
أنك تسمو حيــــــــنـــــما تعـــفو




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى