مصطفى معروفي - مثلَ خريفٍ

هو بحر ساحله دائرة
للقصب الأزرق
حين يمر به النورس يسأله
عن وجهته
أو عن لحظته
أو عن حجل كان له ندا
فغدا أفقا متكئا في عينيه
ذات مساءٍ...
من أوقد فيضان الشك
وأغلق نافذةً كانت تدفئ
جسم الشارع
تعطي لأُصيْصِ المنزل معطفها
وتدين القطط إذا هي
قاطعت البابَ علانيةً
ونَوَتْ أن تأخذه من ياقته لتغالبه...
كنت سعيدا
أنسج ثوب العربات المسكونة
بهسيس الطرقات
إلى أن صرت كريم اليدِ
أُوسِعُ جبهات العشب
بتوطئة الغيمات اللائي يلعبن
بنرد مراياهنّ
أنا إن شئتُ
غفرت هتاف الحدآت بأنملة احدةٍ
ثم جلبت إلى النبع طيورا
تَرِد الماء بأخلاق عاليةٍ...
لرذاذي ألق الدهشةِ
أسرق من زمني
فاكهة الغلس المسجور بنجمتهِ
تثملُ عيني
أبصرُ في الأيكة ذئبا خلويّا
يكتب سيرتهُ
وبجانبه حَمَلٌ يلمعُ مثل خريف
ينشأ في كف بلاد نائيةٍ.
ــــــــــــــــ
مسك الختام:
في عالمٍ يعتــــامه الجهـلُ
والزيــــف والإغواء و الغِلُّ
صرنا على هَمٍّ إلى القَدْرِ أنْ
ودَّ الفتى لـــــــو أنه طفــلُ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى