مصطفى معروفي - بابان للظل الشريدِ وساقيتان تنوسانِ

واتكأنا على كتف الشمسِ
نحو ثغر البحر
أوْلى بنا أن نصون قداستنا
وتَدلّى المسَاء من الشرُفات البعيدةِ
وهْو سميكٌ كما قد عهِدْنا
جعلْنا الخيول بعهدتهِ
ومحصْنا انحناء المنازل
عن كثب...
حدَّثَنا البحر عن شطه
لم نبالِ بزرقته المستطيلةِ
حتى بدا وعلى كفهِ
حجر النوءِ
والطير تنشئ مقبرة الأولياء بجانبهِ
صرت أقرأ حاشية العتباتِ
ومنذ البداية كنتُ
أجرُّ الرياح إلى كهفها
أهتدي بالسهوب الكريمةِ
أسأل عن غيضةٍ للذئابِ القميئةِ
كانت تصيد إناث الأيائل
حيث استعارت لها قصب الأنبياءِ
(أنامَ جداري لكي أستحيل
إلى رماد مهيل على حجر
ناتئ الحاجبينِ؟)
إذنْ ليجئْ لهَبي كيّسا
ولْيسُقْ لي بشائره الملكيةََ
قد ألج الماء مستحلبا لبداهته
ثم أعجن منعرجات السماء بنايي
وما يتبقى من الزمن المستطيل
أجاري به الأرضَ
بابان للظل الشريدِ
وساقيتان تنوسانِ
شِمْتُهما بينما كنت أعتزل النهر
كي لا أقدّم أحلى اعتذاري
لسمْت الطريق البليغِ.
ـــــ
مسك الختام:
وأكتب النصّ أبــــدو فيه منتصباً
وكل يوم ببئــر الشعــــــر لي دلْـوُ
وإنَّ نصا أتى عــــــــن غير تجربةٍ
ما عاش يُفلسُ أو يُودي به المَحْوُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى