محمود سلطان - إلى حبيبتي في يناير

عِيدُنَا في يَنَايرٍ يَا بِلادِي
وحدهُ العيدُ.. أسْعدُ الأعيَادِ

شَفرَةٌ فِي حُلُوقِهمْ وَسَتَبقىْ
رغْمَ صَمْتِ "القُوَىَ" وكَسْرِ الجِيَادِ

كُلُّ عَامٍ وَأنتِ رَأسُ "حُسَينٍ"
يبتَغيهِ يَزِيدُ.. وابنُ زيَادِ

كُلُّ عَامٍ وَأنتِ فِينَا مَسيْحٌ
يصلبُ الموتَ بَعدَ طُولِ رُقَادِ

كُلُّ عَامٍ وَأنتِ نَصلُ رَبيعٍ
شجَّ باليَاسَمينِ بَطنَ الفَسَادِ

كُلُّ عَامٍ وَتَحتَ إبطِكِ عِطرٌ
رَشّةٌ.. مِنْ هِتَافِ يَومِ التّنَادِ

لَونُ عَينيكِ فِي عُيُوني عِتَابٌ
وَالمَيَادِينُ صَمْتُهَا كَمْ يُنادِي

قَاهِريُّ الهَوَي أَنَا وَعُطُوريْ
مِنْ بُخورِ الحُسَينِ والعُبَّادِ

وكَنقشٍ مِنَ "الأرابِسْكِ" رُوُحيْ
وَتَكَايَا.. خِيَامُهَا في فُؤادِي

وأنَا رَقصَةُ الدّرَاويشِ ذَابتْ
في نَوَافِيرِ سَاحَة ِالزُّهَادِ

عازفٌ.. بَينَ نُوتَتيْ.. ألفُ لَحنٍ
كلُّ ذَوقٍ لَهُ مِنَ اللّحنِ شَادِ

أزهريٌ.. وَمذهَبيْ حَقلُ وَردٍ
وِمِنَ الاختِلَافِ كُنتُ القيَادِي

أمَّةٌ أنتِ.. والصِّغارُ صِغَارٌ
نَحنُ "هُودٌ" وَحَولَنَا مِنْ عَادِ

أنتِ "مُوسَى".. وَللطّوَاغِيتِ يَومٌ
شارةُ بالعصا وتَسقُطُ .. عَادِي

ونبيٌ لهُ رِسَالةُ عِلْمٍ
لِشِيُوخٍ عَلَى شِيَاهِ البَوَادي

لا يَغرّنكِ الهِتَافُ لِعرشٍ
شَرعُهُ مِنْ جِهَازِ أَمْنٍ سِيَادِيْ

فغدًا تُعلنُ الفرَاشَاتُ حُباً
صَنّفوهُ قَيَادةً في "الجِهَادِ"

وَغَدًا تَلبسُ الفُرَاشَاتُ "جِنزًا"
نِصفَ عَارٍ.. وَكَاشِفًا.. في عِنَادِ

أو خِمَارًا لِعفّةٍ.. وَحَيَاءِ
واللّحَىَ.. لَيسَ شَارَةً مِنْ مُعُادِ

وَغَدًا تَكْسرُ الظّبَاءُ قُيُودًا
كَمْ حَمتْهَا بَنَادِقُ الصِّيّادِ

حِينَ لا تَطلُبُ الكًمَائنُ كَشفاً
بالهَدَايَا.. لِحَفلَةِ المِيلادِ

وَبَنينَا مَكَانَ كُلِّ كَمِينٍ
مَعهَدًا.. مَصنَعًا ليَومِ الكَسَادِ

حِينَ لا تُحمَلُ الورُودُ إلينَا
جُثثًا بَعدَ خِدمةِ الأسيَادِ

وَيَطيرُ الحَمَامُ دُونَ اعتِقالٍ
وَيَنَامُ اليَمَامُ فَوقَ الأيَادِي

وَالعَصَافِيرُ تَطلُبُ الحُبَّ جَهرًا
والشّبَابيكُ للمُحبينَ نَادِ

اخلَعي ـ يَا حَبيبتِي ـ عَنكِ حُزنِي
واخرُجِي ـ يَا وَحِيدتيْ ـ مِنْ سَوَادِي



* محمود سلطان ـ في 20/12/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى