غياث المرزوق - وَمَشَاهِيدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْفُرَاتِيِّ -1- «مَشْهُودُ ٱلْبَحْرِ»

/... وَفِي
ٱلْمَاسِ، حَتَّى ٱلْمَاسِ، ثَمَّ أَدَمُّ
/... ٱلْدَّمِيـمْ،
وَلِلْنَّـاسِ، كُلِّ ٱلْنَّـاسِ، يَتَّسِعُ
/... ٱلْجَحِيمْ!
دوستويفسكي


(1)

– «مَشْهُودُ ٱلْبَحْرِ» –

/... قَالَتْ لَهُ:
«إِنْ تَرَاءَتْ لَكَ الدُّنْيَا أَشَدَّ حُلْكَةً،
آنَ المِحَنْ،
فَأَشْعِلْ مَا بِجَعْبَةِ أَمْسِكَ مِنْ شُمُوعٍ،
لِكَيْمَا تُضِيئَهَا،
ٱلْآنَ، إِذَنْ!!».

/... قَالَ لَهَا:
«وَلٰكِنْ، حَذَارَيْكِ أَنْ تَنْسَيْ،
وَلَوْ طَرْفَةَ عَيْنٍ،
أَنَّ الشُّمُوعَ لَا تُجْدِيكِ إِلاَّ تَوَجُّسًا،
مِنْ مَكَانٍ لِآخَرَ، فِي الظَّلَامِ،
إِنْ نِلْتِ المَنَالْ!!
/...
وَلَئِنْ نَسِيتِ أَنَّى أَنْتِ ذَاهِبَةٌ،
وَلَئِن يَمَّمْتِ نَاظِرَيْكِ شَطْرَ هٰذِهِ الشُّمُوعِ،
لَيْسَ إِلاَّ،
فَمَا جَدْوَى هٰذَا الضِّيَاءِ،
مَا جَدْوَاهُ،
فِي الآلِ وَالمَآلْ؟!».

***

/... وَثَبَتْ،
وَثَبَتْ نَرْجِسَةٌ مُتَهَجِّسَةٌ
مِنْ قَوْقَعَةِ المَاضِي
وَتَرَاخَتْ أَعْطَافُ الحَاضِرِ
/... دَانِيَةً،
وَٱنْكَفَأَتْ فِي لُغَةِ الصَّمْتْ
وَٱنْبَجَسَ المُسْتَقْبَلُ مَسْجُورًا
كَالسَّيْفِ المَاضِي
يَتَوَعَّدُ، أَوْ يَتَوَدَّدُ، مَسْعُورًا
عُنُقَ «السَّمْتِ»
وَأَعْنَاقَ الفَالْ

***

/... كَانَتِ
ٱلْشَّمْسُ قَدْ بَدَأَتْ تَسْتَحَمُّ
عَلَى شَاطِئِ البَحْرِ
عُرْيَانَةً، مِثْلَمَا خَلَقَ اللهُ،
وَٱلْمَوْجُ مُشْتَعِلٌ
كَانَ، كَالمُهْرِ، يَلْوِي أَعِنَّتَهُ،
ذَاهِلاً، خَلْفَ سُورِ الحَدِيقَةِ،
/... مُنْجَذِبًا
– وَ
ٱلْمَمَرُّ إِلَيْنَا
سَحَابٌ نَضِيدٌ يَجُرُّ بِأَذْيَالِهِ
/... وَبِأَغْلالِهِ
مِنْ بَصِيصِ التِّلالْ

***

/... وَاحِدًا،
/... وَاحِدًا،
يَتَدَاعَى كَسِرْبِ نَوَارِسَ
مَفْغُورَةِ القَلْبِ
مَأْسُورَةِ اللُّبِّ
فِي مَهْمَهِ الاِبْتِهَالْ

***

وَمَدًى يَتَغَطَّى
/... هُنَاكَ
بِدَوَّارَةٍ مِنْ مِدًى شَـاحِبَهْ
وَٱلْرِّمَالُ الغَوِيَّةُ،
مُلْتَاعَةً، تَتَمَطَّى
وَتَكْشِفُ عَوْرَتَهَا الكَاذِبهْ
/...
فَتَغُورُ، تَغُورُ
غُؤُورًا
رُوَيْدًا،
رُوَيْدًا،
بِجَوْفِ الرِّمَالْ

*** *** ***

دبلن (إيرلندا)،
كانون الثاني (يناير) 2003

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى