مصطفى معروفي - أجّلنا مدح الخيل إلى وقتٍ آخرَ

سأدلُّكمُ اليوم عليهِ:
هو رجل يتلألؤ بعضَ الأحيانِ
ويكتب تاريخ الأرضِ
يرى صمت الطرقات بلا قدمينِ
مروءته مثل حصان عيناه
قصْران منيفانِ
وشمراخ قوائمه يوغلُ في الدهمَةِ...
إني أصعد ناشئة الليل
أعي شجن الحجر الواقف
في حنجرة الماءِ
إذا أنا أهديت له سوسنةً
شاخَ
وألقى للشمس غدائرهُ
ثم انفلتت من صحن يديه
صومعةرائعةٌ لم يأْلُ
يسمي الله عليها
يخدمها الليلُ
ويصبح عاشقَها الأوحدَ،
يا قمر الغيبِ
حدائقنا تكثر فيها الريح
وترتابُ على مضضٍ
جاءتْنا ناهضةً
حتى مال بها وجع الطرقاتِ
ونحنُ رهنّا للفيء سلال الأحباب
تركنا النايات له
ونوافذنا
وصهاريج القولِ
وسرنا نتغيى نزوات الغابِ
تقود خطانا الطيرُ
ظفرنا برماد النهرِ قبيْل مغيب الشمس
فأجّلنا مدح الخيل إلى وقتٍ آخرَ...
أوّل حبرٍ
كان دمي
وأنا رجل الاستثناءِ
مررت بشبّاك البنكِ
فنطَّ إلى محفظتي صخب الشارعِ
آهْ
كان الإسفلْتُ يراقبني
وحذائي ألِف السيْرَ بلا تُؤَدةْ.
ـــــــ
مسك الختام:
من البؤس أن تُبتلى بصديق
يكون لـــه جانـــبٌ مبـــهــمُ
يريك الــوداد مـــخـــــادَعةً
إلى أن تـــرى أنـــــه أرقَـــمُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى