فراس عبد الرزاق السوداني - ثورة صمت

صَمتـي عَقيقٌ أُرجُوانيْ.. يلتـاعُ من شُـعَل الجَنانِ
مـن عُمقِ شِيرازَ العَتيقة راعَهُ طِيبُ المغـانـي
صمتي اغترابُ الوجهِ واليدِ، واصطباراتُ اللسـانِ
وتلجلجُ الكلماتِ مَزّقها الرَّحيلُ إلى المعـانـي
وهو احترابُ الذاتِ أقلقَها الوصولُ إلى الأمانـي
والغايةُ اللا تَنتهي، إلا على حَدِّ الزمـانِ
إلا على نَحْري وعندَ خَـوافِقي وشَبـا لسـانـي
صمتي ترانيمُ الخَيال، يمُدُّ باذِخَـهُ جَنـاني
وهو النّسيمُ يطوفُ بالأوتارِ من نَغَم الحِسانِ
صمتي وجيبُ العاشقينَ ينوبُ عـن لُغةٍ تُعانـي
وتأمُّـلاتُ الرّاغبين الرّاهبين كمـا المَثانـي
ومفارقـاتُ الشِّعر، يُسعِدُ لمحُهـا سِحـرَ البيانِ
صمتي الجبالُ الشُّمُّ عَزَّتْ مُرتقىً، وأنا مَكانـي!
ووصيّةُ الماضينَ بالجَذَواتِ: أن تُوري كيـانـي
صمتي لغاتٌ ما دَرَتْ معنى السكوتِ عن الجَـبانِ
ولسانُ صِدقٍ ناطقٌ بالحقِّ يَنفَحُ والأمانِ
فالصـمتُ أبلغُ؛ إنْ كَبا فَرَسُ الكلامِ عـن الرِّهانِ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى