مصطفى الحاج حسين - عندَ البابِ!..

تتفسّخُ النَّسمةُ
تتقيّحُ الدّمعةُ
وتتشقّقُ أصائصُ الذّكرياتِ
عفنُ الرّوحِ يفوحُ
والقلبُ ينبشٍ حاويّةَ الحنينِ
تحجَّرت حَنجرتي
تيبَّس الأفقُ
تهاوتْ رؤايَ
و تقزَّمتْ امتداداتُ الصّدى
ستموتُ الجهاتُ
ستفنى الشّواطئُ
وقيودُ الرّيحِ ستُدمي لواعجَ الأشرعةِ
سيكونُ المطرُ نهِماً
يبتلعُ الرّوابي
وينقضُّ الضّوءُ على عُنُقِ النّدى
يتزلزلُ ليلٌ البهجةِ الشّبِقُ
والصّقيعُ الأسودُ يقِفُ طابوراً
خلفَ الجنازاتِ الحالمةِ
العدمُ يحفُرُ القبورَ
والنّهايةُ تبحثُ عنّي
ستُمسِكُ بي مخالبُ البدايةِ
و ستغدُرُ بي متاهاتُ الزّوايا
فعند البابِ حِفرةٌ
وعند النافذةِ يدٌ أعرفُها
ستصطادُ مستقبلي. *

مصطفى الحاج حسين
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى