إبراهيم العميم - قعقعة الخصر

دوّن ذكرياتكَ؛ حتى لا تموتَ

فالموتى يحييهم التدوينُ

على رِسلكَ كلُّ اتجاهٍ فيهِ اتجاهٌ

العقلُ بوصلةُ انحراف

القلبُ يحكمُه عاشق

الليلُ لا يتبعُه صباح

النهارُ عينُ الظَّلام

الريحُ إنْ هبَّت باردة

تحرقُها شمسُ زعاف

حِقَبُ التاريخِ لا تغادُرنا

نجترُّها كاملةً نصًّا وأحداثًا

تتطوُّر الآلةُ ويختلفُ اللباس

الأرضُ تداولنا شتاتًا

الشرُّ والخيرُ ديدنهما عراك

العيشُ مع "سيد عملس

وأرقط زهلول وعرفاء جيأل"*

أنجى للفتى من أرض وغاها انفلات

أعانقها لـَهِفًا إليها

سكناها أدراجٌ ولحافها غبار

حبُّ الآياتِ في فقه المحبِّ

وجوب أمرٍ، فرضُ استحباب

لهنَّ في الكونِ جبروتُ حليم

وعفو قديرٍ واعتذارُ أريب

نسجْنَ خيوطَ الأرض

سقفْنَ قبَّةَ السماء

عسفْنَ كلَّ صعب

نونيات نبال نحورهن

تعزِلُ خليفةً وتُنصِّب شاهًا

لا يثكلُ المرء فقد عزيز

مختصم النهدين وداعه ثكل

على قولِ أهلِ العلم، والعلم عند غيرهم

قتيلُ الحبِّ بيده فأس

سقي أنفاس أبخرتُها عطر

ذاقَ مباسمَ ذواتِ الخلد

وهل يصفُ أسبابَ الوجدِ كَلْم

ينثرنَ المعاني فوقَ كلِّ ناصية

وقْعُ قعقعةِ الخصرِ عَزْفُ موسيقار

شيب كهل مفاصلُهم سحلا

عشقُ الرَّبابِ أعادَهم شبابا

تراهم من جَورِ الشغفِ يتقافزون

كجنٍّ أفزعَهم إنسان

كلما ازّينت قرُبت بدايتُها

فابقي بلا تبرُّج معشوقة النهايات

الحزنٌ باطلٌ من غيرِ هَيَّم

العشقُ سُدًى اشتهاء

وقودُ الحياةِ حبُّ امرأة

هيَ الهدى ونورُها المدد

إذا ما كنتَ عليلًا داوِها

برحيقِ الماراتِ على الرحيق

إن الوضيعَ ذا القبح في حضنها

مليحٌ وللحظ منسوب

جسدُها فلْكٌ تسبحُ فيه الأحساب

مُرمرة يسقي فيض نهرها

أشجار الأنساب

فاظفرْ بمن تملى شغاف العين

وتشفيك من ترُّهات الأصل

جارتْ علينا الدنيا فما للمكوث عاد

لولا بصيصُ متعةٍ من ثُقْبِ لذَّةٍ له سربال

وما التشاؤمُ إلا صنعة

يبعثُ من جوفِه حبَّ الحياة

تصدأُ شرايينُ العشق

إن لم تسقِها الأرياق

الدِّينُ عُرْفه إظهار

وما خفيَ، باطنُه حمدانُ وصبَّاح

فكلُّ وجهٍ مكشوفٍ إسلام

حُجِبَ الجمالُ، فمارَ الإعجاز

قُمِع البيانُ وسحرُه تلاشى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى