محمود سلطان - إفادةُ جَمَل ٍعربيِّ هَاربْ..

يَسألُ شُرطيُّ الحدودِ.. واحدًا مِنَ الجِمَالْ
وكانَ هَارِبًا إلى قُطرٍ شَقيقْ
لِمَ الهَربْ.. ؟!
فقالَ: إنَّهُمْ يُداهِمونَ كُلَّ بيتٍ
وألفُ حَاجزٍ وَحاجزٍ.. عَلى الطّريقْ
يعتقلونَ كُلَّ عَنزةٍ مِنَ المعيزْ
يُعلقونَهَا.. ويَسلِخونَهَا.. أسئلةً وتَحقيقْ
فقالَ ضَابطُ الحُدودْ:
أنتَ أمَاميْ جَمَلٌ.. ولستَ عَنزةً
أنتَ ـ إذنْ ـ مُتهمٌ برئْ
لِمَ الهُروبُ؟..
قد تَموتُ جائعًا في الصّحَراءْ
أو هاَلِكًا في بحرِنَا الغريقْ
فقالَ: يَا بَاشا إلى أنْ يُثبتوا
بأنّني ـ كَمَا تراني ـ جملٌ
وليسَ ليْ مِنَ المعيزِ عَنزةٌ صَديقْ
فقد أمُوتُ مثل شَاةٍ أُخِذَتْ
وكَعبَ "داير"ٍعلى الزّنَازينْ
مِنْ مُخبرٍ لِمُخبرٍ.. نفخًا وسَلخًا..
والخِتامُ تعليق..
ويُغلقُ الملفُّ: ماتتْ عنزةٌ
مَطلوبةٌ عندَ عُبورِها الطَّريقْ
انتَحَلَتْ مِنَ الجِمَالِ صُورةً ..
لغيرِ مُطلوبٍ حَليقْ


** محمود سلطان. قصيدة "إفادةُ جَمَل ٍعربيِّ هَاربْ"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى