بهاء المري - قارئة الكَف

قالت والوَجدُ بعينيها
لأقرَأ لكَ الكف سَيدي فأنا عليه أقدِر
سأحكى لكَ عنكَ بعض ما يَخفَى عليكَ
وبَعضُ ما يَظهر
وفيما سأتلو تُـجَلَّى حقيقةً
فانصِت مَليًا ولسَوف تُبهَر
ــــــــــــــــــــــــــ
مَدَدتُ لها يدي مُتحفزًا فلَربما
أهدت إليَّ مَعايبي
وبيُسرَى يديها أمسَكَت
كَفيَّ المبسُوط يُرعِشهُ كفُها
وألقَت إليَّ بلَحْظِها
وأرخَت سُدُولَ رُموشها
وبتنهيدةٍ لفحَت حرارتها يدي
همَسَتْ تقول كأنَّها تَعرف المُقدَّر
كالفراشاتِ هُنَّ من حَولِكَ
ولكن تلك الغائبة تُحبكَ أكثر
في أفْق عينيكَ تَرى دنياها
تَراكَ النهرُ والكوثر
تُحلِّق في سَماوات عِشقِكَ تبتغي
نُورا تَغلغلَ في الأوصال وانتشَر
مع الأطيار والأنسام أرسلتْ رسائلها
وأنتَ بالتحنانِ لا تَشعُر
تَهيمُ في حُلم وصلِكَ فتَغفو
فكأنَّ طيفكَ يُسْكِر
بأهداب صَبرٍ تَعلقَتْ
ولم تَعُد على الصبر تَقدر
أتعبها السُّهادُ وهدَّها
فلا هي تنامُ ولا تَسهَر
ــــــــــــــــــــــــــ
وما بين فَينةٍ وفَينةٍ وغيرهما
تَنظرُ لعلاماتٍ في وجهي لم تَظهَر
ثم أمسَكَتْ عن الكلام
وهي في عَينيَّ تَنظُر
ثم قالت:
سَيدي
إنَّ ما قرأتُ عليكَ ليس كفًا
وإنما هو واقعي
وما قَصَدتُ تلك الغائبة
وإنما هي أنا!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى