رولان بارت - يوميات الحداد

في اليوم التالي لوفاة أمه، في 25 اكتوبر 1977، بدأ رولان بارت في كتابة يوميات الحداد والمقصود هو الحزن على فقد والدته، ولد رولان بارت في شيربورج بفرنسا عام 1915، وقبل أن يتم عامه الأول قتل والده، الضابط في البحرية في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، ربته أمه وجدته .
رولان بارت كاتب، وفيلسوف، ولغوي، وعالم في علم الدلالات درس في جامعة باريس، تأثر بماركس، ونيتشه، وسارتر، وفرويد، عاش رولان بارت مكرساً نفسه لوالدته، التي ولدت سنة 1893، وتزوجت وهي في العشرين . وصارت أماً في الثانية والعشرين، وترملت بسبب الحرب وهي في الثالثة والعشرين . وعندما ماتت وهي في الرابعة والثمانين من عمرها، كان ابنها في الثانية والستين ولم يكونا قد افترقا أبداً .
#اقتباسات_من_اليوميات
_ مازلت أشعر بالخوف، وربما بدرجة أكبر، لأننى للمفارقة صرت أكثر هشاشة، من هنا يأتي سعيي الحثيث للتقاعد، بمعنى اللجوء إلى مكان بمنأى عن الخوف تماماً
خوف إذن من ماذا الأن من أن أموت أنا نفسي ؟ نعم بلا شك لكن كما يبدو أقل _ أنا اشعر بذلك لأن الموت هو ما فعلته أمي .
_ يوم أمس تسلمت صورة أمي وهي فتاة صغيرة في الحديقة الشتوية، أعدت طباعتها أحاول أن أضعها أمامي، على منضدة العمل الخاصة بي . ولكن هذا كثير، إنه غير محتمل، ويسبب لي الكثير من الألم. هذه الصورة تدخل في نزاع مع كل معارك حياتي الصغيرة ، الصورة في الحقيقة معيار حكم . أفهم الأن كيف يمكن أن تكون للصورة قدسية، وأن تكون هادئة .
_ في الغرفة حيث مرضت، وحيث ماتت، وحيث أقيم الاَن، وضعت على الجدار الذي كان رأس السرير يستند أيقونة، ليس عن ايمان _ ودائماً اضع زهور على المنضدة . وصلت إلى درجة أني لم أعد أرغب في السفر حتى أتمكن من البقاء . كي لا تذبل الزهور ابداً .
_ اتألم لأنه لم يعد بإمكاني وضع شفتىّ على خديها النضرين والمجعدين ..
_ منذ موت أمي لا توجد أي رغبة في عمل أي شيء _ ماعدى الكتابة . لماذا ؟ لأن الادب المجال الوحيد النبيل، كما كانت أمي
_ لا أستطيع أن أمنع نفسي من الذهاب، في كل مرة أكون فيها في أورت. عند الوصول والرحيل، لزيارة قبر أمي. ولكن عند وقوفي أمامه لم أكن أعرف ماذا أفعل . أصلي ؟ ماذا يعني هذا ؟ ما مضمونه ؟ ببساطة التصور الزائغ لاتخاذ وضع الحميمية . لذلك كنت أرحل على الفور .
في 25 فبراير عام 1980. أصيب رولان بارت في حادث ومات بعدها بشهر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى