عادل المعيزي - رثاءٌ لأسئلة التيه

رذاذ يُبلّلهُ الشعرُ
والطَلُّ حطَّ على الروحِ
واغتسلَ الفَجْرُ بالماء
بحْرٌ تُغازلهُ الأشرعه
وظلّي يُشيرُ إلى عَتْمَةٍ
في سفوح القُدامى
ستهبطُ غيما حزينا
على المرحله
إلى أين تمضي..
يُبعثرك الحزن والأسئله
تُسافرُ في صخب الروح
بين الحقيقة - تعوي من الوهمِ-
والارتباك
وتستيقظُ الآن من رحلةٍ غامضه
تُحاولُ بالشعر نبش الفصولِ
ولا تستطيع
تحاول أن تُدركَ الريحَ
وهي تسافرُ منذ القديم
ولا تستطيع
تحاولُ أنْ تستعيرَ من اللهِ
كلَّ صباحٍ نبيًّا جديدا
فلا يستطيع
إلى أين تمضي وهذي الطريقُ
يَبابُ
وكلّ الذينَ عَرَفْتَ
سرابُ
وقلبُ التي أنتَ تهوى
غيابُ
قريبا..
سيخرجُ من ضلع فوضايَ
طفلٌ جديد
وتزهرُ في القلبِ سوسنةٌ
من بعيد
وتأتي الصباياَ على عَجَلٍ
ثمَّ تأتي المَرَايَا
لكيْ تنعسَ الشمسُ في كلّ ركنٍ
وكي لا أشاهدَ وجهي قديماً
يُعتّمُهُ ضَجَرٌ
وعتابُ
قريبا..
سينتظرُ الطفلُ قدّا رشيقا
ولكنّها لا تجيءُ
يرافقها الطيرُ والبحرُ والكائناتُ
وبين يديها يُضاءُ
السرابُ
__________________
تونس ١٩٩٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى