يعقوب المحرقي - مخاتلة الكلمات

" الكلمات
هي
العابرون الغامضون للروح " .
( فيكتور هوغو )

" كلمات بلا افكار
لا تذهب أبدا الى السماء " .
( شكسبير )


هل تنسين حقا القرطاس
الذي عليه ولدت ونمت
وصحوت وتعذبت ؟
وتدحرجتي قرونا كي تولدي ثانية؟
هل رأيتي القلم الذي نثر حروفك
بقعا من نور
ولم نقاطها وردا
في باقات من وجع الليالي
وتصاريف الدهر
هل جنحت بك الأفكار
وتاهت الأحاسيس
لترى عيونك الدرب حينا
وتفقدين راية راحلتك أحيانا
انت من علمتني ملاحقة الحروف والتقاطها بملقط الخيال
وفخاخ الأحلام
كم من المرات راقبت حروفا
تنزلق من بين اصابعي
وتزل اقدامها الرهيفة
كارجل العصفور
على مرايا هوامش الصفحة
اخاف عليها السقوط في الهاوية وكسر اعناقها الرقيقة كأغصان الريحان
كم كان مؤلما مرافقة
ما تساقط من كلمات
الى جبانة الحروف
لرفقة رقيقة سلسة
تجمع بعضا من حروف تباعدت وهجرت الصفحة
كم ابقيت قلمي ساهرا
على ثمالة كلمات ولدت بعسر
وماتت بيسر
هل كل بحيرات الكلام تستقي حروفها من بقايا الشهب والنجوم ؟
هل فضة القمر
تداعب مخيلة اسطر
الصفحة البيضاء فتحيلها وميضا
في حالك الظلام ؟
اعرف بان الأسواق الآن صارت ماخورا للكلمات الرخيصة
والموبوءة بداء الكذب
وان الباعة مهوسوون بالخداع
والمشتري ينتمي لقطيع
يصطف للبيع والشراء
ويذهب ليلا الى مخدع الأوهام
هل انت الوهم الكبير
الذي لبس حينا لحية نبي
واحيانا قبة الرب؟
هل وشاحك نسجه الندى
قبل ملامسته الورد ؟
ما بال القلم يخوض غمار الحروب كسيف متعطش لفتح الجراح
وفتق الندوب ؟
ويهرول في ابيض الهندام لنجدة الجرحى بسهام الحب
وصرعى العشق؟
ام انت المرآة التي كشفت عن اسرار النص وفضحت معجزات القيامة واساطير الفردوس
حين حط على يديك ازرق الحبر
من المدواة هفهفت روح الصفحة مشتاقة للحروف منتشية
باريج النارنج وضوع الزعفران .
.
.

يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى