زينب هاشم شرف - أَهْلُ الجنةِ لا يقولونَ الشِعرَ..

هل هذا يعني أن لا أحدَ سيقرأ أشعاري بعد انقراض البشر؟
لمن أكتب؟
لمن تكتبون يا رفاقي
وأهل الجنة لا يقولون الشِعر ولا يقرأونه؟
...
أنمصُ حواجبَ القصيدة
أُلَمّعُ شفاهَ قصتي القصيرةَ
أزيِّتُ خصرَ الروايةِ بالعُقدةِ
أُقَلّمُ أظافرَ الخاتمة بقيامةٍ مفتوحةِ الاحتمالات
لكنّ الديناصوراتِ التي عَلّمْتُها الأبجديةَ
لا تملكُ شَعرَ ذراعٍ ينتصبُ مِن لذةِ الميتافور
!!!
صاحبتُ المَعَرّي متنكرةً في لحيةٍ
شَتَمْنا النساءَ
فَقَّأْنا أعينَ القوافي
وَلَعبْنا على شواربِ ابنِ القارح
خَلَقْنا الجِنَّ
وألهمناهُ الجنونَ الأزرقَ
ثم بعثناهُ إلى جحيمِ الشُعَراءِ رسولا
لأنّ أهلَ الجَنة لا يقولونَ الشِعر
ولا يقدسونَه تقديسَهم نهودَ الحورِ المشوية
...
الشِعرُ مَلاكٌ مِن نار
رَفَضَ السجودَ
لطينِ الكلامِ اليوميّ
فأخرجَهُ اللهُ مِنْ غفوةِ الإجابات
إلى إنسومنيا الأسئلة
الشِعرُ غِناءٌ ساقط
مِن شَفَةِ الإذعانِ
إلى سُرةِ ليليث
فلا تبحثوا عن حلاوةِ حرفٍ
في أنهارٍ مِن لبنٍ وعسلٍ مصفى
الشِعرُ ثمارُ الزقوم
...
هل يعني هذا أننا وحدنا
يا رفاق الهذيان؟
مِنْ غِلافٍ مُزَخْرَفٍ بومضاتِ البيغ البانغ
إلى آخرِ شُعاعٍ تزفرُه الشمسُ
وحيدون جدا وغرباء
في نشوءٍ غير مقصودٍ
في تطورٍ انحرفَ عن المسار
ليفرز الوعي الزائد عن حاجة البقاءِ
!
أنظرُ إلى أسلافنا وهم يُحرقون قصائدَنا النثريةَ
ليتدَفّأوا
وهم يلتهمون ألواحَنا الطينيةَ مِنْ جوعٍ
في عصرٍ جليديٍّ أسود
وأرى الشِعر وهو يموتُ غريبا
كما وُلِدَ غريبا
ابنا لقيطا للإنسان

———
زينب هاشم شرف
المنامة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى