مصطفى معروفي - قلق ناعم

قبل هذا المساء
بدأْنا معاينة الليل بالركض
خلف الشعابِ
بإغوائه قد تناهى إلينا الخريف
فقام على الأرض يمشي
ويملأ كفيه ضوء رمانة
ثم أعطى الكلام لنا
ثم جاملنا بشماريخ عالية الطعم
أدناه كان اليباب
وأقصاه كانت قرنفلة تتمتع بالماء
ذي النفَس الرحب
ناظرةً للخيول التي ضبحت
في الطريق
إلى حيث تقعي القبيلة ،
أمسكتُ لبلابة من يديها
مرايايَ للقول متكأٌ
قد سكبت نبيذا مريحا
وقلت لنافرة الطير:
"ها الغيم عند بابي يعربدُ
ها شرفات المنازل مرهقَةٌ"
في عيوني جرى قلق ناعم
مدَّ لي موجه البحر
أدركت أني له الأبْجديّة
فوق محياه ألقيت قوس الرياح
وأنشأْتُ أرسم دائرة تامةً
لبواخره الوطنية...
سيدة البيت حاذقةٌ... حاذقةٌ
قبل طهي الطعامِ
رمت للقطيطة جبنا
وأهرقت الماء في الأصِّ
ثم مضت لخزانتها كي تقوم
بِعدِّ دمالجها
مع أقراطها اليانعةْ.
ــــــــــــــــــ
مسك الختام:
يــا كــاذبا أشِرا أفلسْتَ من خلُقٍ
ما للكذوب على الأحياءِ من عذْرِ
تــرمي بــريئا بــما لــم يأته أبداً
مــاذا تــقول غــدا لله في الحشْرِ







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى