مصطفى معروفي - في مقبرة المجوس

في معصمه آلت ساعته أن تتريّثَ
في السير
كأن اليوم له منتصف
سيجيء نهاية هذا الأسبوع ،
سرابٌ يَققٌ أومض كرداءٍ
تلبسه قنطرةٌ بقناديل تضيء
بلا أمَدٍ
فوق طريق ما انفكّ حديث العهدِ
بكمّثرى طازجة
وكأن الدرب تلخّصَ في حجر
فصار حديقةْ...
ياربّ
هنا السنبل لاح شراعا
تأخذه الموجة من يده
لتميط به مطرا يظهر في
سرداب الليل
وعيناه خضراوان كماء مستلْقٍ
داخلَ هدبِ نعامةْ....
أخفي تحت ثيابي بلدا منهمرا
من دالية السرِّ
وتحت ظلالٍ في مقبرة سابقةٍ لمجوس
ثمة طائفة صابئةٌ
تخطو مسرعة نحو الشجر وتغلو
في الضحِكِ
أنا لم يأخذني العجبُ
لذا ولّيتُ الأدبار إلى حرَم المقهى الموجود
على خاصرة الميناء...
سعادته
جاء إلى المكتب في الموعدِ
قبلَ مباشرة العملِ
مضى يحسبُ كَمَّ سجائرهِ
ويخمّن نوع العطر الفائح
من فستان موظَّفة الاستقبالِ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
قــلــت لــلبحر:فيك يــابحرُ درٌّ
وأنـــا أيــضــا فــيَّ درٌّ كـدُرِّكْ
لــم نذقْ بين القوم غربةَ عيشٍ
لو سموْا عرفانا بقدري وقدرِكْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى