يعقوب المحرقي فنجان مزدان بقهوته

"يا حارس البن بشرى
موسم البن داني
ما للعاصفير سكرى
بين خضر الجنان
هل ذاقت الكاس الاول
من رحيق المجاني"
(مطهر الأرياني)
الحبة السمراء
كانت خضراء القلب
ستسود وتلمع
وميضها سيورق براعم شجية
سيأتي يمني طاعن في القهوه
وعاشق للشعر
يلم الحبيبات
في شباك مهجته
وينضدها في عقود
من الكلمات الشجية
لبهجة فؤاده
يبني زورقا مخمليا بلون البن
يسرح به في بحيرة على الجبل
وفي الوديان وقت السيول
ويؤرجح غلالة الشعر
وغلة الحصاد في مخا
حيث تتراكض السواعد الفتية
لحمل حبات المحبة السمراء
على الأعناق إلى مراكب
ستمخر اعماق محيطات الكون
وتوزع فناجين القهوة
على المتعبين
والعابرين
والساهرين
ومرتادي المقاهي
على خارطة بسعة الدنيا
سينشر الفنجان اشرعة
بنكهة مرارة عذبة
وأريج شهي
في كل زوايا الليل والنهار
سينسج الشاربين
من خيوط ضحكاتهم
لوحات بلون البن وشهقة الحياة
حبة خرجت من مخا
رعتها مقل الفلاحين
وسواعد اليمن
وتحت شمس الجبال والوهاد
لملم الشاعر كل ذرة
من هواء الشعر
وصفى بحذر في غربال خياله
طلاوة ترانيم الحبة السمراء
على اكتاف الشجر
اصغى لفرحتها
على مناكب الرجال
التقى شاعر الكلمات
في منامه شاعر العود
نثر بين يديه درر الكلام
وطيب النكهة
عاقر المغني بعوده
والشاعر بتبر حبات قهوته
فناجين النور الاسود
برغوة الصباح
و انشدا للكون :
" طاب الجنى
يا حقول البن
يا احلى المغاني
يا سندس اخضر
مطرّز بالعقيق اليماني
يا سحر ماله حدود
في الكون قاصي وداني
ماحلى العقود القواني
في الغصون الدواني
بن اليمن يا درر
يا كنز فوق الشجر
من يزرعك ما افتقر
ولا ابتلى بالهوانِ ".*

------------
* من اغنية وقصيدة
( صبرت صبر الحجر )
للشاعر مطهر الأرياني
والموسيقي علي الأنسي .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى