عادل المعيزي - أمّا أنا فلأيّ فردوس... ؟

الوقتُ مكنسَةٌ تُُزيحُ دَمَ الضَّحَايَا
والضَّحَايَا...جَمَّعَتْ أَوْزَارَها صَفْصَافَةٌ
إحْدَى جِهَاتي غَمْغمَتْ :
قُلْ بعضَ ما خَلَّفْتَهُ في آخراتِ الليلِ
للصّمتِ الذي نَثَرُوا أَسَافِلَهُ على لُجَجِ الرؤى
قلْ ما تُريدْ
واقصُصْ علينا ما استطعتَ من الحَكَايَا
والحكايا... كائناتٌ نبضُها مِزَقُ الضُّحَى
أنَّى اتّجَهْتَ تَغمَّدَتْكَ بِنُورِهَا وظِلال أوْرَادٍ
تُفَتِّحُ نَهْدَها الأبديَّ في وَهَجِ الفجيعةِ
ما الفجيعةُ في قواميسِ الخرابْ
كأنَّ أحقابًا من العتَمَاتِ تَجْثمُ فوقَ روحِ الكونِ
مَنْ يَدْري لعلَّ نُجيْمَةً سَتَهِلُّ
منْ يدري لعلّ الكونَ يَرْقبُ..
في اشتياقاتٍ ديانَتَهُ الجديدةَ
مَنْ مِنَ الرسلِ الأوائلِ يستطيعُ تَتَبُّعَ الكلماتِ
لو يَدْنُو ويَبزُغُ كالشموس وكالرّسُلْ
لَوْ أستطيعُ أعَدْتُ ترتيبَ الخليقةِ
هَا هُنَا في نصفِ كوكبنَا شَمالاً قارّةٌ للحبِّ
في نصفِ الجنوبِ طفولة تلهو
على وقْعِ القصائدِ في الأزلْ
كم طفلة تلهو على وقع الأغاريدِ التي
ضَمَّتْ حضاراتِ الدُّنى
لو أستطيعُ نثرتُ أقمارًا من النغماتِ
في جيدِ السُّهوبِ ولؤلؤا
لمياهِ بارقةِ الأملْ
لكنّنا واليأسُ ديدنُنا سَنَحْلُمُ بالقيامةِ
أيُّ فردوسٍ سَيحضنُنا غدًا
أيُّ العجائبِ سوفَ نلْقَاها، هناكَ،...
...أمامَ بابِ الله...
أيُّ خُلاصةٍ سَتُزيحُ عنّا ما لقيناهُ
على أرْضٍ... ... ....مُعذّبةٍ بأسئلةِ البشرْ
أرْضٍ تأرْجَحَ ظلُّها. وتأرجَحَتْ بين الخرائطِ والخرائِبِ
حِكْمَةُ الأعماقِ إنْ رفَعَتْ يَدَيْها ثمّ تاهتْ
تحت حبّاتِ المطرْ
منْ سوفَ يعفو عنْ مظالم ما سَيَقْترِفُ الجُناةُ
على العبيدْ
من سوفَ يقدرُ أن يُعوّضَ نصف عُمْرٍ
في الطوابيرِ الطويلةِ
منْ سيرحمُنا إذا كـنُّا نُحبُّ السلْمَ
أو نَحيَا على حُلُمٍ بأنْ يُمسي الغريبُ أخًا لنَا
أو وردةً لِتَفتُّحِ الفيضِ الشريد
منْ سوفَ يبزغُ كالأذى..
ليُصحّحَ التاريخَ في فلَكِ الغَدِ المجْهولِ
ومنْ.. سيُحرّرُ المعنى، مِنَ الكذِبِ المُطلِّ..
على مزاعِم من نجَا..
منْ وهْمِ محرقةِ اليهودْ
ستضحَكُ الأرواحُ منْ خلْفِ السماواتِ البعيدةِ
عندما يتزوّجُ الأعداءُ بالأعداءِ
ثمّ تقولُ : هل كُنّا من الحَمْقى، صرفنا العُمرَ
في قتل الحكايات اللواتي ينتفِضْنَ مع النشيدْ
وستنذرِفُ الأرواحُ منْ ضحكاتِها، ما يُغرقُ الكلماتِ
في كيدِ البلاغةِ والمجازِ على حدودِ الرّمْزِ
حينَ تُشاهدُ الطّفلَ العَدُوَّ يُحبُّ طفلتنا
ويُهديها زهورا، لم يكنْ يدري متى كانتْ له
في أرضنا أو أرضهم...لا فرقَ!..
مادامتْ سبيلاً للمحبّةِ والوفاءْ
وسيضحكُ الشهداءْ..
حينَ يُجادلونَ نُصُوصَهُم أو يسألونَ :
"من الشهيدُ؟ القاتِلُ السنّيُّ وهو يرومُ فردوسًا
أم المقتولُ فوقَ صَلاتِه في المسجدِ الشيعيِّ؟
مَنْ منّا الشهيدُ؟ منْ الأحقُّ بِجَنَّةٍ
أطرافُها تمتدُّ منْ نهْرِ الفراتِ
إلى حدودِ خطيئةٍ أولى وأُولى؟.."
يَحْسمُ الجدَلَ البريءَ شهيدُ ديانةٍ أخرى،
مسيحيٌّ قَضَى مع منْ قَضَوْا في جيش تكريرِ العراقِ
"أنا شهيدٌ مثلكم ها إنّني في حضرةِ
الفردوسِ
أنْعمُ بالضياءْ!.."
أَمّا أنا فلأيّ فردوسٍ سيَأخذني جحيم قصيدتي؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى