محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في الليل اجل الطلاء الداكن الذي يأتي من جهة الشهوات

في الليل
اجل الطلاء الداكن الذي يأتي من جهة الشهوات
اجل
الشمس التي تستمد اشعتها من رماد غابة احترقت
اليس الليل
هو الاشعة المحترقة التي تتصاعد من السماء نحو الاسفل
من مواقد جِدات قضين نحبهن وعكات حنين فاتر
ومن مواقد آلهات مُراهقات
يتمرن سراً على العجنات السرية للبشرية
في الليل
نعم في السخونة التي تتسلل الى السراويل التحتية
كما تتسرب الاعمار
وفرصة الغفران
كما يتسرب اليأس من الصدأ الذي يجلس في اعناق البنادق
كما تتسرب الافراح
من بين الاحذية الشريرة
تلك التي
تتقافز من بين الجُثث المسجية بحزن ماكر
بلا مبالاة
وبطيش متبلد
في الليل
احن الى اجدادي القُدامى
واحدهم في داخلي يصرخ
كأسير يلتقط من بين القضبان شرائح الضوء
ليتني اكون شجرة زيتون
تمسح بي الجدات تجاعيدهن المكدسة بالقصص الفوضوية
ليتني شال من الحرير
تحتمي بي فتاة من الشتاء
حين تسقط في عتبة ليلها
وتكسر اطار الحبيب
وبعض الأيام
ليتني سلامُ دائم
يهرب اليّ الصبية الذين سقطوا عن شجرة العائلة
واصيبوا بالكِبر
لكنني لستُ الا هذا الوحش الصغير
املك غابة من الكلمات المخيفة،
مكدس بالافاعي والبرك
وقصص حطابين قُدامى
أمنوا الظلال فابتلعتهم
لست سوى سوى بائع متجول
ابيع الضحكات الشجاعة للصبية المتجمهرون في آخر
الحي
في كرنفال مطاردة الكلاب
ابيعهم الضحكات واشتري بعض افراحهم
لست سوى حوذي
اقود الاحصنة بين صفحات التاريخ
بعيداً عن القُرى والمدن والغزوات
و نساء قريتي
لست سوى موظف في بنوك الشعر
اصرف للآلهة التي شاخت
حصتها من الكلمات
لتقدوا أكثر صحة
حين تُقرر اجتراح نبي
يحدث الناس عن الحب والموت
و عن ملائكة يحلقون باجنحة من رخام
انا لست سوى حارس حانة
اُقدم الانبياء الثملين
الذين احيلوا للمعاش حتى فراشاتهم
اساعدهم كي يطئو زوجاتهم
دون أن يفقدوا سرهم
الضوء المنبلج من فكرة أن تقود الرعاع الى حتفهم
دون اي ضغينة
ثم اعود
منبوذ مثل جلاد بلا ايدي
مثل طاغية فقد بوليسه الخاص
اُراجع دفتر احزاني المُكدس بالعناوين الفارغة
بالاسماء التي نسيتُ كيفية نطقها
بالامهات الكُثر اللواتي تقاسمنا فمي في سوء فهمِ بعيد
بالسيقان الفتية
بالاثداء الآمنة
بالهدوء المنزلية، في مساءآت بعيدة
حين كان الحب لا زال امرأة من ضوء
اعود الى دفتري
ليس لكي ايقظ الذاكرة
بل لأكتشف في أي ثدي اضعت نفسي
فلا زال رأسي مُبلل بالحليب

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى