لودي شمس الدين - الفجر في عينيك...

يطلُ الفجر من عينيك،ويقع صوتك فوق فمي كظلٍّ أزرق،
بدا لي أمس وكأنك كنت تحاول أن تُعير الهواء بعضا من صمتك،صمتك الذي كان يحمل كل أشكال العشب والنار.
نعم،كنت أسمع هدوءك بشكل واضحٍ وشفاف يا رقيق الروح.
و إن كان هدوءك هذا يدل على حسن حالتك وسعادتك،فسيكون من الجميل لقلبي يتأمل تحركات صمتك خلف الضباب.
يطل الفجر دائما من عينيك، وأنا لا أرى بوجهك سوى ملامح القمح،الماء،الغيم وسلاسل الياسمين.
فهل أقول لك إذن؟ هل أقول لك يا جميل الفكر بأنك تجر خمسة أنهر من دمي حول دمعك؟
هل أخبرك بأنك تؤلم أعصابي بشكل مريب إن رأيت يديك مرهقة؟
بصمات الريح المتجمدة فوق شموس ذراعيك تشكل جدولان من الظلال والضوء أمام قدمي.
وأنا لا أُدرك المعنى الحقيقي والتجريدي للوقت.
الوقت لا يُدرك الوجع ولا الخيبة، و يجهل كل ما هو بيد الغياب.
الغياب ينبوع دم،لسان رمل،لحم طين،دمعة طير وجرح ماء.
اليوم كنا جالسين على حافة الزمن،أتذكر؟
كنا نُقلِّب الجمال المشتهى للقمر بنظراتنا ونضحك،نضحك ونخفي أثر أنفاسنا المتصاعدة كالبخور الوردي في المدى.
أتذكر كيف شددت لي الساعة من عمري وشكلتها على هيئة وردة توليب؟
كان خلفنا بحر مدفون،سمكٌ ميتٌّ ونوارس كئيبة ولم أضع كفي على أيَّ غابة أمرضت عقلي،كي لا أُثير الضجة في مِزاجك.
العقل يمرض مع مرور الصدمات والكدمات ويصبح بحاجة لمراكبٍ جديدة تسعفه من الغرق في المجهول.
فهل تسمع الآن صوت الموسيقى في كلماتي؟أم تسمع صوت الحجر في قلبي؟
لا تبحث كثيراً في مفرداتي ولا تكسر رُخام مراياي،
ففي قاعِ سرِّي لن ترَ سوى جرحاً مخملياً ملطخاً بالشوك والدم،فلا تُحرك سوى أعصاب روحي لترى النور يا وجه الرحمة.

لودي شمس الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى