محمد فتحي المقداد - فوق تحت (خاطرة)

ما كان يوما فوق، ربما يبقى على حاله، أو سيهبط إلى تحت، ومن يحافظ على موقعه يكون حاذقا مختلفا بطريقة تفكيره ونظرته للأشياء من حوله.
إللي فوق .. فوق
وإللي تحت.. تحت
أعتقد جازما أنه لا تناسب بينهما،فهما في حالتين مختلفتين تماما، إللي تحت هو في القاع. من الممكن أن ينهض إذا ما استنهض، وتدغده الأحلام من جديدة، و تحدوه المطامح.
إللي تحت تتعب رقبته وهو ينظر للأعلى لمن هم فوق، وكثيرا ما تكون نظرته مليئة بالحقد و الحسد.
لكن فيما إذا وصل إلى فوق، سيجعل من يعرفونه وبخبرون حاضره يترحمون على من كان قبله فوق، و سيمارس أبشع ما فيه من توحش ليثبت أنه جدير بالفوق.. فبهذا يكون فوقيا بامتياز.
مشكلة إللي فوق بعض منهم يتطلع إلى فوق أكثر.. متطاولا محاولا اختراق الحجب الفوقانية، وتخطي العقبات، فيقع في دائرة التطلعات المحظورة، التي ستجلب له نقمة الفوقانيين فيضربونه بيد من حديد تخويفا لمن يسير على نهجه، وتكون هذه محطة تطلعاته المحبطة.
في الحقيقة أن اللي فوق فوق.. مو سائل ابدا عن التحتانيين الذين هم في القاع، ولا عن الفوقانيين الوسط.. والوسط سيبقى وسطا مهما طال الزمان، متلونا بطبيعة المرحلة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى