يقول صديقي الرسام
ذو الاعين السماوية، لأنه متورط
في الازرق
والازرق يؤدي عند الرسام
ما يؤديه عند الشاعر
لون الأرق
يقول
كنتُ ارسمُ خبزاً لجيل
لأنني عشت احرسُ حزن المجاعة
من الفجر حتى الشفق
لوقتُ طويل
طويل
و كعتمة تضيع عن الضوء داخل نفق
اطول من الحرب والحب
ومن لحظة الرعبِ
عند الغرق
اطول من كل ما اورثته الخيول لاجدادنا
من حبال المشانق
ومن ذكريات العبودية والرق
يقول كذلك
جربتُ رسم الحياة
في امرأة من مدينة
امرأة تُضيء مثل شرفات الفنادق
تُضيء وتخبو
انا العائد من مجرات احزانيّ الساخنة
اجرجر الجند والحزن
وبعض المشانق
امرأة تنسى شالها في الموعد العاطفي
ويداي تبعدان الشتاء
كحراس حانة
امرأة نهداها يمتدان باسرارها
كدردشات الجنود العالقين
تحت الخنادق
جربتُ رسم الحديقة القريبة من البيت ولكن
ردت ريشتي صرخات الامهات
واسقطتني البنادق
حاولت رسم الحديقة ولكن
لم يكن الوقت طفلا كما كان
بل صار مُخبرا، وقاتلا مُدربا
بل صار وقتاً حزيناً وبالغا
وقلتُ بدوري
يا صاحبي
ذو المزاج السماوي
ذو الجروح التي لونها احمر
كالنضال
ليس شعرا هو الذي انزفه في المساء
بل احاول لكزي لأعرف
أين متُ انا تاركاً كل هذا الجسد
حياً في الخيال
أين نزفت بلادي
ومن سمى موتي في انثى
قِتال
وموتي في امي
سوء فهمِ لما يكتنف قلب شاعر
وموتي في احد الارصفة
حدثاً تافهاً
مثل من ينبغي أن يتخذ شارعاً في اليمين
ولكن يخطئ فيمضي شمالا
حيث
الموتُ شرطي مرور
يمرر ارواحنا للمشيئة
حيثُ الحياة مُجرد خطئ ضائعاً في احتمال
انا كتبت عن الارض
والموت
والزهور البنات
وغنيتُ للعائدات من اتجاه الظهيرة
الفاتنات
وشربتُ من الليل، برداُ طفيفا
ويد الحبيبة التي قاسمتني التلامس قرب الرصيف
وغرقت في النهر
والاغنيات
انا ايضاً عرفت البلاد، مذبوحةً بأيد الجنود
ولمحتُ عنق المدينة، والنصل فيها
يقف بكامل اعتزازه والبرود
ولمحتُ الطلقة التي شيعتني انا والطريق
وما جاورتني من ذكريات
تقول صديقتي
الجيدة في الفيزياء
خطأ كان احتساب المسافة بين الرصاصة
وبين القتيل
خطأ ان تُصاب المدينة
وقلبي يسيل
خطأ في الحساب
ارتكاب الخيانة، عند الرحيل
خطآ اضخم من كل ذلك
أن نرانا هنا، لا نود الحياة
ولكن ندعو لنا، بموتِ جميل
وتقول ايضاً
احبك ولكن
هل يحيا حبُ
انجبته قذيفة ؟
هل بيننا والشتاء اي قبلة ستولد بلا اي رعبِ
ويبعثر اطرافها حادث
مثل اوراق سخيفة
هل بيننا
فرصة اخرى لنحكي عن البحر والليل
عن جدة تسرد ذكرياتها والانجليز
و تمسك باطراف اصابعنا
وترى كل شيء
رغم أنها اضحت كفيفة
فرصة لكي لا نكون
جنائز تسير الى المعزين، تقدم دعواتها الطيبة
بين صحيفة وصحيفة
انا لا اقول احبك
الحب يسقط سريعاً
حين يفقد شارع او ذاكرة
يسقط وتسقط ليالي الحنين
بالطلقةِ الماكرة
ويسقط مع كل طفلة
سحقت الطائرات بستانها
ودفترها ذو الغلاف المزركش
وما حفظت فيه من خاطرة
يسقط
وتسقط قربه بقعة دم
ورغم ذلك تصلي الى ربها شاكرة
لا اقول احبك
فلساني ايضاً سحبته قاطرة
يا خراب البلاد
يا بلاد الخراب
حزين انا ورساميّ الازرق الحزن
والصديقة الجيدة في الحساب
حزينان على كل حديقة
سحقت الاحذية فراشاتها
واستضافت ثلةً ذباب
على كل طعنة تلقاها فجرُ تعيس
وارتقت روحه في السحاب
على اي بنتُ لم ترب على صدرها اي بصمة حبيب
وخافت من الجند والموت
وليس انغلاق الباب
حيث قسوة البيت صارت حياة
فخارج البيتُ
يضج باصناف شتى، لشتى الذئاب
حزينون
على مطاراتنا التي نسيت كيف تلاقي العائدين
وعرفت كل صنوف الوداع
وادمنت مثلنا كيف تبكي مع الليل فقد الصحاب
حزينين
على كأسنا الذي صار يوقظنا في المساء
نتبادل اليقظة لا السُكر واياه
ونبكي كثيراً لا على الحرب والموت
ولكن فشل الشراب
فإن كان خمر المدينة، يُضاعف حزن القلوب الحزينة
فماذا سنفعل امام الغياب
وكيف نرد الحبيبة الى دفتر الرسم
ونحو القصيدة
وكيف سنسقي ورد البدايات
ونهرنا يبحث عن كوب ماء
ويطرق باب السراب
وكيف سنرسم
دمار البلاد
بهذا النزيف الخراب
عزوز
ذو الاعين السماوية، لأنه متورط
في الازرق
والازرق يؤدي عند الرسام
ما يؤديه عند الشاعر
لون الأرق
يقول
كنتُ ارسمُ خبزاً لجيل
لأنني عشت احرسُ حزن المجاعة
من الفجر حتى الشفق
لوقتُ طويل
طويل
و كعتمة تضيع عن الضوء داخل نفق
اطول من الحرب والحب
ومن لحظة الرعبِ
عند الغرق
اطول من كل ما اورثته الخيول لاجدادنا
من حبال المشانق
ومن ذكريات العبودية والرق
يقول كذلك
جربتُ رسم الحياة
في امرأة من مدينة
امرأة تُضيء مثل شرفات الفنادق
تُضيء وتخبو
انا العائد من مجرات احزانيّ الساخنة
اجرجر الجند والحزن
وبعض المشانق
امرأة تنسى شالها في الموعد العاطفي
ويداي تبعدان الشتاء
كحراس حانة
امرأة نهداها يمتدان باسرارها
كدردشات الجنود العالقين
تحت الخنادق
جربتُ رسم الحديقة القريبة من البيت ولكن
ردت ريشتي صرخات الامهات
واسقطتني البنادق
حاولت رسم الحديقة ولكن
لم يكن الوقت طفلا كما كان
بل صار مُخبرا، وقاتلا مُدربا
بل صار وقتاً حزيناً وبالغا
وقلتُ بدوري
يا صاحبي
ذو المزاج السماوي
ذو الجروح التي لونها احمر
كالنضال
ليس شعرا هو الذي انزفه في المساء
بل احاول لكزي لأعرف
أين متُ انا تاركاً كل هذا الجسد
حياً في الخيال
أين نزفت بلادي
ومن سمى موتي في انثى
قِتال
وموتي في امي
سوء فهمِ لما يكتنف قلب شاعر
وموتي في احد الارصفة
حدثاً تافهاً
مثل من ينبغي أن يتخذ شارعاً في اليمين
ولكن يخطئ فيمضي شمالا
حيث
الموتُ شرطي مرور
يمرر ارواحنا للمشيئة
حيثُ الحياة مُجرد خطئ ضائعاً في احتمال
انا كتبت عن الارض
والموت
والزهور البنات
وغنيتُ للعائدات من اتجاه الظهيرة
الفاتنات
وشربتُ من الليل، برداُ طفيفا
ويد الحبيبة التي قاسمتني التلامس قرب الرصيف
وغرقت في النهر
والاغنيات
انا ايضاً عرفت البلاد، مذبوحةً بأيد الجنود
ولمحتُ عنق المدينة، والنصل فيها
يقف بكامل اعتزازه والبرود
ولمحتُ الطلقة التي شيعتني انا والطريق
وما جاورتني من ذكريات
تقول صديقتي
الجيدة في الفيزياء
خطأ كان احتساب المسافة بين الرصاصة
وبين القتيل
خطأ ان تُصاب المدينة
وقلبي يسيل
خطأ في الحساب
ارتكاب الخيانة، عند الرحيل
خطآ اضخم من كل ذلك
أن نرانا هنا، لا نود الحياة
ولكن ندعو لنا، بموتِ جميل
وتقول ايضاً
احبك ولكن
هل يحيا حبُ
انجبته قذيفة ؟
هل بيننا والشتاء اي قبلة ستولد بلا اي رعبِ
ويبعثر اطرافها حادث
مثل اوراق سخيفة
هل بيننا
فرصة اخرى لنحكي عن البحر والليل
عن جدة تسرد ذكرياتها والانجليز
و تمسك باطراف اصابعنا
وترى كل شيء
رغم أنها اضحت كفيفة
فرصة لكي لا نكون
جنائز تسير الى المعزين، تقدم دعواتها الطيبة
بين صحيفة وصحيفة
انا لا اقول احبك
الحب يسقط سريعاً
حين يفقد شارع او ذاكرة
يسقط وتسقط ليالي الحنين
بالطلقةِ الماكرة
ويسقط مع كل طفلة
سحقت الطائرات بستانها
ودفترها ذو الغلاف المزركش
وما حفظت فيه من خاطرة
يسقط
وتسقط قربه بقعة دم
ورغم ذلك تصلي الى ربها شاكرة
لا اقول احبك
فلساني ايضاً سحبته قاطرة
يا خراب البلاد
يا بلاد الخراب
حزين انا ورساميّ الازرق الحزن
والصديقة الجيدة في الحساب
حزينان على كل حديقة
سحقت الاحذية فراشاتها
واستضافت ثلةً ذباب
على كل طعنة تلقاها فجرُ تعيس
وارتقت روحه في السحاب
على اي بنتُ لم ترب على صدرها اي بصمة حبيب
وخافت من الجند والموت
وليس انغلاق الباب
حيث قسوة البيت صارت حياة
فخارج البيتُ
يضج باصناف شتى، لشتى الذئاب
حزينون
على مطاراتنا التي نسيت كيف تلاقي العائدين
وعرفت كل صنوف الوداع
وادمنت مثلنا كيف تبكي مع الليل فقد الصحاب
حزينين
على كأسنا الذي صار يوقظنا في المساء
نتبادل اليقظة لا السُكر واياه
ونبكي كثيراً لا على الحرب والموت
ولكن فشل الشراب
فإن كان خمر المدينة، يُضاعف حزن القلوب الحزينة
فماذا سنفعل امام الغياب
وكيف نرد الحبيبة الى دفتر الرسم
ونحو القصيدة
وكيف سنسقي ورد البدايات
ونهرنا يبحث عن كوب ماء
ويطرق باب السراب
وكيف سنرسم
دمار البلاد
بهذا النزيف الخراب
عزوز