محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ربما ينبغي أن تحزني قليلاً...

ربما ينبغي أن تحزني قليلاً
على هذا الوجه
وأن تحزني أكثر من قليل، على هذه الحرب
كيف انتهيت كشاعري بوكوفسكي، وحيداً، متورطاً في الخمر، والفخذ الكريم، والحزن الاباحي
ورغم ذلك ما زلتُ بكبرياء أن ارتق شقوق قلبي بالايام.
هكذا حزيناً باتراف
كزهرة لم تجد حظها من الشُرفات
كليلة مُقّمرة بلا عشاق يتسكعون في الطُرق الخالية، ويقبلون بعضهم اسفل عمود انارة
وكسجين يحترم ثرثرة الجدران التعيسة، تلك التي نقشها مسجونون قدامى، تلك التي ربما انتحر من نقشوها باظافرهم، في لحظاتِ يأس
اظننا قادرين.على الكتابة
اظننا
انا و انتِ اعني
قادرين على تكديس كل ذلك الغضب من بعضنا
لكننا ابداً لم نكن اطباء ماهرين لنستأصل سرطان الحب الذي تضخم
كفكرة الحرية في ذهن ثائر
وفكرة الله في ذهن ناسك
وفكرة الموت في الدردشات البسيطة بين الجنود
ربما عليكِ الآن أن تشفقي على قلبي
على وطني الصغير أكثر
غرفتي الغارقة في رائحة صوتك
وجسدي المكدس بألغام، وضعتها بفمك، ورحن النساء بعدك يسرن بحذر
يتفادين السُرة، ويقبلن الحواف
في الإثم الغشيم
والخطايا ذات الاذرع الفولاذية
وقلبكِ الفسيح
يفترش خيول بيضاء تتنزه
وحارات من الاضواء التي تنبع من ضحكات سمحة
مُدن من الكلمات الجيدة
و شعوب افراح تنتصر على ملايش الحُزن في الروح
مُخلفة انتصارات بلا موتى ابرياء
هكذا ارانا فيما سبق من الالم
هكذا ارانا الآن
وحتى مطلع القُبلة
التي قمعتها الجغرافية وغضبكِ غير اللطيف ورغبتكِ في بناء رجل
لا تهدمه الايام المتوحشة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى