محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سأفعلها في النهاية بشكل طبيعي

سأفعلها في النهاية
بشكل طبيعي
ككل الأجساد البشرية
ككتلة لحوم تحن إلى طينها
كمخاض عسير ينقضي بكتلة لحمية متحركة
وانا اسير ربما
وانا نائم بين اثداء موصدة بإحكام
وانا اجلس على القضيب الحاد لأنتظار السابعة مساء
موعدها والجلوس
تسأل عابرة ماذا ستفعل؟
سأموت فحسب
فالجروح التي أنبت ضدي الضمادات ربما تعتذر الآن
والخنجر المتعارك مع اليد
ينتحر بطعن نفسه بقلب حاد
واليدان التي خرجتا لعناق، عادت بشتاء كامل
والغرفة خارج النافذة
تبحث عن جسد بلا ذاكرة
هكذا اُلملم حيرتي
كوطن نُسي في اتفاقية
تقاسم الجنرالات الأسماء الرسمية للقتلة
تاركين له
الحزن و الأسف
متى ينتهي الليل
لقد مضت الكثير من الظلال إلى غاباتها
تجرجر اشجارها المجروحة
تاركة على الأرضية بقعا من الضوء
و مضت الكثير من السيقان إلى ارصفتها
ولم تعبر سيارة إسعاف واحدة
لتنغذ الصمت من صمته
وقد مضت الكثير من إشارات المرور
دون أن يقطع عاشقان الطريق
دون أن يتوقف شاعر
ليكتب عن المطر
دون أن تُؤشر عاهرة لسيارة ليموزين
ودون أن أجد امرأة لها شجرتبن من القرنفل
تنموان في صدها
لاهمس لها ب أحبك
الجميع يركضون متعجلين إلى حتفهم
أحدهم ترك حذاء وصرخ
يا موت انتظر
أملك تذكرة ثمينة على الدرجة الاولى
ومشردة تحمل لقيطها وتبكي
تتسول العابرين شرائح ميتات لا تكفي لرُبع جثة
صبية مشردون
يجمعون الميتات التالفة من القمامة
بينما في البار
تتصاعد الضحكات الثملة
تلك العالقة في نشرة العاشرة
تُتُابع وعود السلطات بتخفيض قيمة الميتات
شركة أمريكية جديدة
تضع تخفيضات تصل لعشرين في المئة
والفتاة ذات النظارة الطبية
باظافرها المُبتلة بالطلاء
تجلس وحيدة في جانب المقهى
تُحرك الكوب على الطاولة وتُفكر
كيف يُرسم الموت؟ بلا تفاؤل
رجل شيوعي يصرخ في الساحة العامة
انتبهوا
انتبهوا
لا تصدقوهم
أنهم لا يعطونكم الموت مجاناً
هناك ميتات أكثر ثراء
تسرقها البنوك
أنهم غشاشين
غشاشين
أنهم يخلفون الكثير من الحيوات
الكثير من السموم
دون ذرة أسف
يقول ذلك
ثم يبتكر موته بنفسه

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى