أنور الخطيب - شيء ما!...

شيء ما،
يستيقظ إن غفوت،
يغادرني كالممسوس، — avec Anwar Alkhateeb.
يتبرّم إذ أسأله يرغب لو يقتلني،
يخرج أجهل وجهته، ينهرني إن أتبعه،
لسان حاله يسخر:
ابق هنا، تنعم بالشهيق وبالزفير وبالنساء،
تحلم أن تأتي الحرية جاريةً طائعة،
والبلاد حرّةً، والهواء خالٍ من الغرباء،
ابق هنا تموت ميتة الخيل المريض بلا عزاء
شيء ما،
يتسلّل من قلبي،
ينشُدُ زهرةً أسيرةً في البعيد،
يحمل مائي، يتركني ناشفاً،
خِرقةً في مهب الموت،
يحلّق فوق الوردة،
يقطر في كأسها دمي،
يعود جريحاً من أثر الشوكة في الروح
شيء ما،
يمتشق الفكرة سيفاً، يسنّها على عظم الفؤاد،
يئن أنين عاشقٍ، يستلذ بالشحذ،
يُصدر لحناً، زئير عاطفة، قَرْعَ طبولٍ،
يكتب شعراً للمأسورين الموجوعين، العطشى للنور،
لرقصٍ فوق الجمر، لقبلةِ شمسٍ فوق خدود السهل،
عناقٍ للترغلّ، بلابلِ كرم الزيتون،
جرةِ دمعٍ من أثر الشوق،
شبابةٍ مراهقةٍ تحفر حرف عشيقتها فوق حنان الجمّيزة،
حتى آخر وصفٍ لله، يعانق صخرته،
يحضر عطر العارج، يهطل ثلجا في درب الآلام وفي البطحاء
شيء ما
أكبر من يقظةِ عصفور عند الفجر،
يرش الماء على الأشجار لكي تتوضأ، ثم تصلّي..
شيء ما،
يشهد أني مثل الفكرة، فيها غيمٌ محتقن بالنار، وبالماء
شيء أكبر من هذا الرثاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى