وجدوه جالساً مختبئاً خلف صندوق القمامة، لا يزيد عمره عن الخامسة. متسخاً، مفزوعاً، ملابسه مبقعة بالبول، على وجهه وجسمه كدمات.
سألوه:
- "ما بك يا ولد؟ أين أهلك؟"
لكنه لم يجب...
بعد وهلة وجدوا بيت أهله: فتح الأب الباب، وجه لابنه نظرة غاضبة يطير منها الشرر:
-"الولد وقح، لا يسمع الكلام، لا يطيع الأوامر، وها هو قد هرب من البيت؛ أنا سأعرف كيف أعلمه الأدب". قال الأب... بينما الأم تقف صامتة، تنتظر حتى يصمت الأب، ثم تشد الولد نحوها.
تشكر الناس على تعبهم. الولد لم تتغير ملامحه، يقف صامتًا، لا ينبس ببنت شفه، وكأن عواطفه قد سحبت منه للأبد.
ستنصرف الناس من أمام باب البيت، سيتركون الولد المفزوع في ذلك البيت، سيعودون جميعهم إلى بيوتهم ووسواس الشك ينخر فيهم.
سيحاولون تبرير ما حدث كي لا تأكلهم ضمائرهم..."لا شأن لنا بما يحدث داخل البيوت". سيقول أحدهم. "أنت ومالك لأبيك" سيقول آخر. ". سيحلون المشكلة فيما بينهم، سيضيف ثالت:"المهم أننا قمنا بالواجب". سيعقب رابع..!
سيعودون جميعهم إلى بيوتهم، سيتركون الولد هناك... لن يجدوه مرة أخرى خارج البيت بعد اليوم، لن يجدوه أبدًا، سيُدفن الطفل يوماً ما.
-"كان مريضًا ومات" ... سيقول أهله للناس!
لن يدقق أحد، لن يكترث أحد، سيتلقى الأب التعازي من الناس، وبعد برهة سيعود إلى جلساته في المقهى يهذي عن ضرورة طاعة الوالدين…
سألوه:
- "ما بك يا ولد؟ أين أهلك؟"
لكنه لم يجب...
بعد وهلة وجدوا بيت أهله: فتح الأب الباب، وجه لابنه نظرة غاضبة يطير منها الشرر:
-"الولد وقح، لا يسمع الكلام، لا يطيع الأوامر، وها هو قد هرب من البيت؛ أنا سأعرف كيف أعلمه الأدب". قال الأب... بينما الأم تقف صامتة، تنتظر حتى يصمت الأب، ثم تشد الولد نحوها.
تشكر الناس على تعبهم. الولد لم تتغير ملامحه، يقف صامتًا، لا ينبس ببنت شفه، وكأن عواطفه قد سحبت منه للأبد.
ستنصرف الناس من أمام باب البيت، سيتركون الولد المفزوع في ذلك البيت، سيعودون جميعهم إلى بيوتهم ووسواس الشك ينخر فيهم.
سيحاولون تبرير ما حدث كي لا تأكلهم ضمائرهم..."لا شأن لنا بما يحدث داخل البيوت". سيقول أحدهم. "أنت ومالك لأبيك" سيقول آخر. ". سيحلون المشكلة فيما بينهم، سيضيف ثالت:"المهم أننا قمنا بالواجب". سيعقب رابع..!
سيعودون جميعهم إلى بيوتهم، سيتركون الولد هناك... لن يجدوه مرة أخرى خارج البيت بعد اليوم، لن يجدوه أبدًا، سيُدفن الطفل يوماً ما.
-"كان مريضًا ومات" ... سيقول أهله للناس!
لن يدقق أحد، لن يكترث أحد، سيتلقى الأب التعازي من الناس، وبعد برهة سيعود إلى جلساته في المقهى يهذي عن ضرورة طاعة الوالدين…