سماح رشاد - بين الواقع والوهم...

ظَهرُ كُرسي يهتَمُ بأضلُعي،
رأىٰ العلاماتِ الزرقاء،
احتَضنَها، أخفاها، أدفأها،
ثمّ أغدقَ عليَّ بتنويمي..

كنتُ أحتاجُ ذلك النومَ المُتعمّدَ،
أسررَتُ للأحلامِ "هيت لكِ"؛
فأتَت بالظِلالِ المُخيفةِ، الملامِحِ الباهِتةِ، والأصابِعِ البارِدَةِ..

لكن، ليسَت تلكَ الأحلام ما أرَدتُه؛
أرَدتُ للعلاماتِ علىٰ ظَهري أن تختَفي،
ليعوّضَ اختِفاءها أصابعُه الدافئةُ وأنفاسُه المُتبخِرةُ،
كنَدىٰ علىٰ أديمي يُطهِرُ عُهرَ الحياةِ..

ذِراعاي مَصلوبتانِ، بلا مَساميرٍ،
مَمدودتانِ، تكادانِ تلمسانِ الشُروقَ والغروبَ،
فأيٌّ منهما سيمنُحني العِناقَ المأمولَ،
أو الذوبانَ الأخيرَ دونَ هُدىٰ، لتأتي النهايَةُ؟

علىٰ أطرافِ أصابِعي أستَقيمُ،
أغمِضُ عيني،
أضُمُّ شِفاهي،
أقطُبُ حاجِبيّ،
أتنَفسُ عِطرَه؛
قادِمٌ هو،
يعلَمُ حاجَتي لقُبلَةٍ، لا، لا يعلَم،
إنّما حدسي يقولُ إنّه آتٍ..

ارتديتُ تنورَتي ووِشاحَ رأسي،
أدورُ وأدورُ حولَ نفسي،
صدَحَت الجُدرانُ الوَهميةُ بمُناجاتي،
لا أنظرُ لأعلىٰ،
يدي علىٰ قلبي تمسِكُ بدَقاتِه،
ذاكَ القابِضُ اللّهفُ علىٰ ترحيلِ الحزنِ القديمِ..!

استَيقظَت الغَفوةُ، ورفَعت أهدابي،
وجدتُ يديّ الكُرسي تُحيطني، وظَهرُه يُطبِقُ علىٰ أضلُعي، لكِنّ الجميعُ هَجَرني:
العلاماتُ الزرقاءُ،
أصابِعُه الدافئةُ،
عِناقُه،
قُبلتُه، وعِطرُه..!

بقيت معي هواجِسي، خَوفي،
وسُقوطي بينَ الواقِعِ والوَهمِ..

سماح رشاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى