أمجد زكريا - «طيـور صامـتة»

كَمَنْ يَقُودُ الجُملَ
إلى أَمَاكِن اختناقٍ وخَطَر
مُحَاولًا جَعْلَهَا تَتَخَطَّى
حُدُودَهَا عِندَمَا يَأْبَى القَلَمُ...
لا مَنَاصَ لِلْكَلمَاتِ اليَوْم سِوَى
أَنْ تَضَعَ مَوْلُودَهَا!...

وَيَا دَواخلي افْصَحِي عَمَّا بَدَاخِلِكَ
وَيَا أَنَامِلِي خُطِي عَمَّا يُزَاحِمُكَ
وَيَا قَارِئِي مَا مَدَى احْتِمَال
أَنْ نَكُونَ مَاجِنِينَ إِذَا بَلَغْنَا القِمَم...
ومَا مدَى احْتِمَالِ أَنْ نَكُونَ غَيْرَ مُبَالِين
إِذَا بَلَغْنَا قَاعَ الحَضِيضِ..
وَمَا مَدَى احْتِمَالِ صَبْرِنَا
عَلَى مَا يَمَسُّ طَرَفَنَا..
وَمَا مَدَى احْتِمَالِ تَغَافُلِنَا
عَمَّا لَا تَمَسُّنَا نِيرَانُهُ..
وَمَا مَدَى سُرْعَتِنَا فِي
الحُكْمِ عَلَى الآخَرِينَ
وَمَا مَدَى شَفَافِيَّتِنَا مَعَ أَنْفُسِنَا...

ثُمَّ إِنَّا لا نَهَبُ جَمِيعنا
وَنَتْرُكَ أَجْزَاءً مِنَّا لَنَا!
ثُمَّ إِنَّا لَمُنْدَهِشُونَ
مِن كَمْ ثَبَاتِنَا أَمَامَنَا أَنْفُسُنَا
قبل الآخرين..
وَمَن لَا يَخَافُ المَذَمَّةَ؛
يَسْتَوِي عِنْدَهُ المَدِيحُ مِنْ عَدَمِهِ..
وَتَبْقَى الأَمَانِي؛ أَلَّا نَضَعَ كِينُونَتَنَا بِشَيْءٍ
زَائِفٍ بِلَا رُوحٍ
أَلَّا يُكَسِّرَ شَيْءٌ عَقْلِيَّتَنَا
أَنْ نَهْدِفَ لِلِارْتِقَاءِ لَا الكَمَالِ
وَمَبْدَأُ الاستحقاقِ
لَا يُخْذِلُ أَبَدًا.
أَلَّا نُؤَجِّلَ السَّعَادَة...

ثُمَّ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيعُنَا اليَأْسَ
وَلَا يُرِيدُنَا أَنْ نَتَفَرَّغَ لِلْعِبَادَةِ
فَمَن أَدْرَكَ وَلَبَّى نِدَاءَ رَبِّهِ
لَقِي الاستجابة...

أَمَّا الوَطَنُ فَيُطَهِّرُ مِن بَقَايا المُعَاتيه
لِتَصْفُو سَماؤهُ وَتُغَرِّد طُيُورُهُ
ذَهَابًا وَمَجِيء

-أمجد زكريا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى