محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اُريد أن اكتب بيانا يشبهني...

اُريد أن اكتب بيانا
يشبهني
يشبه الوجوه المتفسخة بالطاعون
والقطة المدعوسة على الإسفلت
والكلب الذي أصابه الجرب
يشبه
الصرف الصحي
الذي يجرف أسرار المدينة نحو الأنوف
بيان
مطرز بالشتائم
بطوابع بريدية عليها علامة الصليب
والدم المُنسال من الرومان القدامى
اولئك الذين صُلبوا عرايا على الكتب والدروع
لقد ضقتُ جُرحاً من هذه الأرض
أريد أن أستقيل من دور الجرذ الضئيل، وقضم فتات الفرح، والتخفي تحت الخرائب
ومن مكتبي في النكات، اُمرر جُرحي من تحت الأغطية
للنساء الوحيدات اللواتي إختلفن مع مشاعرهن
وافلتن في الطريق
شوارب رجال وبِضع بيوت
امرر يدي للرغيف، فأضبط أسنانا معتوهة ، في حُلم مُشبع بالقمح البدائي وعشب القبور
من علق الرؤوس فوق الأشجار
وعلق أزهار القرنفل على حافة المقصلة
أريد إنفكاكا
لا لغة تكفي لدمعة أرملة، ماتت مرتين
فوق النعش، وفوق برقية حداد، خدوش اليد الاخيرة للفقيد
لا لغة تصف سخونة المناجم، الايدي الشقية تطارد في الإصفرار
كأن الشمس لم تشبع اسنانهم من سخونة اللون
كيف نرمم
ما سال في الليل من صبر
كيف نصف نافذة الجارة المسدلة على حليب، تخمر من شهوة الايدي
كيف نصف الزهرة لمن أنفه موصدة بالدخان
والليل لمن رُبط في أرجل الظهيرة منذ الأزل
والصباح
لمن سار فوق جنازته منذ باصه المدرسي
اريد أن أعلن أنني ضد الألهة في نرجسيتهم الطافحة بالوعود
وبالملائكة ذوي الاجنحة التي قد تُغطي السماء
لكنها لا تغطي مشردا
طوله اقل من مترين
وعريه اطول من الارض
ومن انبياء
حين يمرون فوق مزارع الاجساد، وفوق المناجم، ينسون آياءهم ويبكون عُهر الخلل
ضد ليل الوحيدين
حين تُؤذيه نكهة القبلات على ألبوم صور
ضد جسد المُراهقة
حين يُدفن تحت الوصايا، وينسى كخبز تعفن
ضد روح المدينة، إن كان مغنيها جنود، وسعاة البريد قتلة، وسائقو الحافلات مجرد مساجين فرو من احزانهم غير سالمين
ضد الغجر الجدد
اولئك الذين استبدلوا السحر بالبندقية
الرقص بالحرب
والجنس، بالسياط التي تُدمي شبق الشعراء
ضد الصلاة التي لا ترتل اغنيات الزنوج
ولا تُزاوج عصافير في الركعة الاخيرة
ضد موسيقى الاحتضار
وصرخات الولادة
ورحم الرجال الذي يهبل باحزان النساء في كل موعد، ولكنه يُجهضه في آخر الحُزن مُتسمما بالضحك
ضد الماكنات التي تأكل الاظافر، والاذن، والاقمشة المدخرة لإبهار المومسات
ضد العرق الذي لا تجففه اُنثى رقيقة في اخر الخبز
ضد النمش الذي لا تتعقبه افواه جائعة في ليل الشتاء
انني اعلن ثورتي
ضدكم
ايها المستلذون بتوابيت الكلمات
بالاغنيات التي تنتجها المؤخرات المصممة مثل الروادي وبرقيات الحرب
ايها الراكنون اسماءهم خلف القناني البريئة
نحن يتامى البيوت والاشجار
ماتت اشجارنا في حادث ربيع
وماتت بيوتنا في حادث خريف
ومتنا نحن ايضاً منسيين بين المواسم
اعلن ثورتي
ضدي
انا الرجل السيء في فهم ذاكرة حليب الحبيبة
تحبل بطفلي
وانا الذي يبكي
عند الفطام

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى