عبدالرحمن مقلد - صنعتُ مصِيري بذاتي...

صنعتُ مصِيري بذاتي
تقدمتُ للصخرِ
ملْتُ إليه
شكوْتُ
اتكأْتُ
وكمّمتُ وجهي
نزفتُ اخضْرارَ الطفولةِ
كتّفْتُ حلمي
وأخْضَعْتُه بعَصَايَ
وخُنْتُ رفاقَ هواي
كتمتُ دموعِي
جززتُ
وأغلقتُ عينيّ
ثم تملّحتُ بالعرقِ الحَيِّ
حتى نشفتُ
وأكملتُ حظّي
عرفتُ طريقًا طويلًا إلى السوقِ
أحرثُه ثم أرجعُ
أضحكُ حتى أخدّرَ بالابتسامِ
وأنسى موازينَ تجذبُ رجليّ للأرضِ
ظهري تعامدَ بالصخرِ
روحيٍ مكبلةٌ ببلوغِ الكفايةِ
حتى أعودَ نظيفًا من العارِ
لا أتنفسُ ملءَ الهواءِ
لكي أحفظَ الأكسجينَ
لأبنائي الواقفين على الباب ينتظرون رجُوعِي
يدورن حوْلِي
ويغتفرون الغيابَ الطويلَ
ويتقربون لأعطيهمُ ما يكونُ بجيبي
ويحتفلون
وألمحُهم يسخرونَ
وهم يرقبون مقاومةَ الأبِ للنومِ
حتى يخورَ
ويغفو على صخرةٍ في المنامِ
يكونُ الصباح قريبًا
ويرجعُ يحمل صخرًا فصخرًا
ويصعدُ مبتسمًا للسماءْ

عبدالرحمن مقلد
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى