منذ ثلاثة أيام ونحن محاصرون في كوخ صغير داخل غابة كثيفة متنوعة الأشجار ، يقع الكوخ الذي يشبه بناؤه ردفي امرأة في الأربعين من العمر، محاذيا الى بحر ايجه في مدينة جنقلاي التركية، نحن أربعة اشخاص ، أنا ووالدي ورجل أيراني وزوجته ، اصبح الرجل صديقا لوالدي قبل أن نعثر على الكوخ بالرغم من انهما يتحدثان بالاشارة ، حاصرنا الظلام عندما كنا ننتظر المهرب الذي يبدو انه نكث بوعده فهرب بالمال من دون ان يترك اثرا ، انا في الرابعة عشرة من عمري ، اعرف الكثير من اللغة الفارسية ، بسبب صداقتي العميقة لجارنا الايراني عندما كنا نسكن في مدينة قيصري، والدي لم يتعلم لغتهم كما انه لا يجيد اللغة التركية بالرغم من اننا عشنا قرابة العشر سنوات نتنقل بين المدن حتى قررنا أخيرا قبل شهرين أن نعبر بحر ايجة باتجاه اوروبا ، رفضت والدتي مسايرتنا فعادت الى البلاد . كنت افهم العبارات التي يقولها الرجل الايراني لزوجته، وفي ظنه انني مثل والدي لا اجيد لغتهم الفارسية . أغلق باب الكوخ علينا باحكام من الخارج بسبب رياح شديدة عصفت بالغابة ، ومازالت تعصف به الى حد الان ، نحن في أواخر أيلول ، حاول والدي والرجل الايراني الذي يضع قرطا فضيا باذنه اليمنى محاولات يائسة مستميتة لفك عقدة الباب المغلق من دون فائدة ، هناك نافذة صغيرة مقابل الباب بمواجهة البحر لا تتسع فتحتها لخروج رأسي منها ، باعتباري اصغر المحاصرين الاربع، زعق والدي كثيرا عبر النافذة " هيه .. يا اهل الرحم ، ماكو واحد يسمعنا ، احنه محصورين هنا " كانت المرأة تطوف داخل الكوخ حائرة قلقة تردد كلمات تعبر عن حنقها وضيقها من المأزق الذي وقعنا فيه، بينما زوجها يحاول أن يهدئها من غير استجابة، سمعتها قالت لزوجها " لماذا يصرخ ؟ ماذا يقول هذا المعتوه ؟ على ماذا ينادي ، من يسمعه في الغابة بهذه الأجواء العاصفة ؟ " تلمظ زوجها ضاحكا، " لا تنسي انه هو الذي اكتشف لنا مكان الكوخ " ساءني وصف الزوجة لوالدي " بالمعتوه " غضبت حتى كدت انفجر ضدها بالشتائم ، لكنني تمالكت نفسي فبقيت هادئا، ذلك لأن المصيبة التي وقعنا فيها اكبر من ذلك ، ثم وجدت أن الوقت لا يسمح بخلق اجواء التوتر بيننا وبينهم ، قال لي والدي " انت مو تعرف الفارسية ؟ اخبر الرجل ان يصيح مثلي من النافذة على عابري السبيل لعل احدهم ينقذنا من هذه الورطة، فقلت له " لا اعرف ما يقولان، انهما يتحدثان بلغة غير الفارسية " كنت مضطرا للكذب على والدي ، حتى لا اتورط بترجمة كل ما يقولانه بعد أن وصفته الزوجة بالمعتوه، وهي ترتدي بنطالا اسود لا صقا على مؤخرتها الكبيرة وتراقصها برواحها وغدوها داخل باحة الكوخ. هناك سرير يتسع لنفر واحد جلست هي عليه في منتصفه تهز بساقيها بعصبية، بعد ان وضعت يدها اليمنى تحت فخذها العامر ، هدّ والدي التعب فجلس على الارضية الخشبية، جلست بجانبه ، كما لو اننا كنا نريد منهما المبادرة بالزعيق والصراخ عبر النافذة ، أخذ الرجل ( ابو القرط ) يصيح بالفارسية " هل هناك احد يمر من هنا ، نحن في الكوخ محاصرون، رجاء انقذونا " ثم عندما شعر بالتعب اخذ يطلق اصواتا لا اعرف معناها تعبر عن يأسه وحنقه، فعلت مثله زوجته بصوتها الساحر واخذت تصيح ، ولم اقل بصوتها القبيح المزعج نكاية بوصفها والدي بالمعتوه ، يجب ان أكون عادلا ، أن صوتها جميل جدا فيه شجن وعذوبة لم اسمع مثلها من قبل، ذكرتني بصوت المطربات الايرانيات اللواتي يؤدين المقامات كان قد اسمعني لها صديقي الجار الايراني ، ولما تعبت المرأة من تأدية مقاماتها الصائحة ، طلبت مني ان افعل مثلها، قائلة " لماذا تبحلق بي مثل والدك كأنما تريدان أن تأكلانني " ، ثم اشارت الى النافذة ، وقالت " جاء الدور عليك ايها قرد" شعرت بالغضب ثانية لوصفها اياي بالقرد ، وبحركات من يدي اخبرتها انني لا افهم ماذا تقول ، فأمسكتني بقوة من معصمي وجرجرتني الى النافذة ثم وقفت خلفي مباشرة، حتى انني احسست بليونة ضغط صدرها الناهد على ظهري ودفء وسطها لصقته بمؤخرتي، فشممت عبير رائحتها الزكية المثيرة ، كدت اذوب بملمسها الناعم رغم صلافتها معي، سمعت والدي قد نهرها بقوة " عوفي الولد لا تعصريه هكذا أم العيو" ولم يكمل جملته الشاتمة .. ألتفتت اليه غاضبة وقالت وهي تعلم انه لن يفهم اية كلمة مما تقول " اخرس انت يا قواد ، ما هذه الرطينة التي تقولها ؟ ، اين تركت زوجتك العاهرة ، باي ماخور هي الان ؟ " استعر الغضب في صدري من اجل والدتي ، التفت اليها وقد صعدت الدماء متدفقة بحرقة الى يافوخي ، أمسكت بنهديها وعصرتهما، متقصدا ، ثم دفعتها الى الخلف، فوقعت على مؤخرتها الكبيرة ما أحدثت دويا هائلا على خشب الارضية، وفي تلك اللحظة هب بها زوجها باتجاهي مرعدا مزبدا ، يريد أن يصفعني بعد ان لوح بيده اليمنى ، لكن والدي وثب مثل الذئب بسرعة واعترض سبيله واوقف يده المرفوعة التي كان يريد صفعي بها ، فقال الايراني المرقط الاذن " الا ترى كيف دفع زوجتي فأوقعها ارضا " ، لم يفهم والدي ما قاله لكنني رأيت في عينيه وميضا تقدح شررا وهو يلصق أنفه بأنف الايراني، وذلك كان كافيا ، ليهدأ المرقط الاذن، فالتفت الى زوجته المنبطحة ارضا التي فتحت ساقيها ،كما لو انها كانت تريد أحدهم أن يولج بها ، فمدت يدها الى زوجها وانهضها ، همس باذنها " كان يجب الا تضغطي على ظهر الصبي ، اتركي الاعيبك الشبقية الان ارجوك " كدت ابتسم على هذا التقريع الجميل الكاشف عن كل المعاني التي كونتها عن سلوك المرأة . كانت قد مضت ثلاث ساعات ونحن نستنجد بالناس الذين لا وجود لهم ، تعامدت الشمس، فجاء وقت الغداء ، فتح والدي الحقيبة واخرج الخبز وعلبة واحدة من سمك السلمون وبعض الخيار والطماطة وبدأ يقشرهما ، واستل قنينة ماء عذبة وقدحي بلاستيك ، كنت استرق النظر الى المرأة وهي تبلع ريقها ، يبدو انهما لا يحملان ما يأكلانه ، فقلت لوالدي " هل ندعوهما الى الطعام ؟ " فقال والدي طبعا يا ولدي حق الجار على الجار ، ولما اكمل فرش المائدة ، دعاهما الى تناوله معنا ، جلست المرأة فورا طاوية ساقيها تحت فخذيها ، وابتسمت لوالدي امتنانا واخذت ترتب على ظهري ، غير أن زوجها بقي جالسا على السرير ينظر عبر النافذة ساكنا حتى نادت عليه " تعال كُل يا قوادي الجميل ، ان هؤلاء طيبون سذج لا يضمرون الاحقاد مثلنا، فابتسم زوجها وجلس معنا ، فاخرج والدي علبة سلمون اخرى لهما ، كما اخرج خبزتين اخرتين ، انطلقت اسارير المرأة وهي تزدرد طعامها ضاحكة ، قائلة لزوجها " لا اعرف كيف اعبر عن أسفي لهما ، سأقبل الولد القرد وسيفهمان اننا نعتذر منهما " وبعد نهاية عبارتها ، وضعت قبلة دافئة على خدي الايسر القريب منها فشممت العبير نفسه ، كنت مستمتعا باللعبة التي العبها ، ولم يغيضني وصفها اياي بالقرد، لكن وصفها لامي بالعاهرة لن اسامحها عليها ابدا ، وسأنتقم منها ، الكوخ مغلق باحكام من الخارج ، وربما سيبقى مغلقا الى الابد، فالى اين ستذهبين ؟ انتهينا من وجبة الغداء ، كانت هناك في الزاوية ستارة خلفها دورة مياه فتناوبنا على دخولها ، وبعد ذلك عاودنا البحث عن الخلاص من خلال النافذة، حتى بحت اصواتنا جميعا ، وحل الظلام ، وفرشنا مائدة العشاء ، لم يأكل الرجل المرقط غير أن المرأة كانت شرهة بالطعام ، ثم اخرج الرجل قنينة خمر تركية ، تناول منها جرعات بعدها طلب من والدي ان يأخذ جرعة منها ، رفض والدي عرضه وقال له بحركات يديه ( لا .. لا انا لن احتسي الخمور ) فقال المرقط لزوجته ، ( بعد احسن .. حتى تكفينا انا وانت ) فاخذت الزوجة جرعات عديدة من القنينة ، ثم اطلقت بحة ، قال والدي ، ( اريدك ان تنام على السرير ما دمنا نطعمهم ) فابتسمت له ، واشرت لهما انني نعست واريد ان انام ، يبدو أن الخمرة دب دبيبها في عقل الرجل فقال لها ، ( انت نامي على السرير ودعي الشاب ينام خلفك من جهة الجدار ) فاطلقت المرأة ضحكة قوية وقالت له ( خطية ، مسكين القرد ، فلينم خلفي ، ولن امانع اذا فعل فعله معي ) ثم ضحكت ثانية وبادلها زوجها ضحكتها من دون ان يبدي اي شعور بالغيرة ، تمدد الرجل بجانب والدي ، وانا صعدت الى السرير ونمت من جهة الجدار ، حل الظلام في الكوخ تماما، وبعد ان تعبت الزوجة من الغناء واطلاق النكات مع زوجها ، هدأت ، ثم خلعت بنطالها الضيق وتمددت ثم اعطتني ظهرها .. في تلك الاثناء ساد الصمت في اجواء الكوخ ، بدأ والدي يشخر والرجل المرقط يشخر ايضا ، بينما بقينا انا والمرأة نتحسس بعضنا البعض ونتلامس ، مضت ساعة على هذه الحال وهي لا تني تمد يدها بين حين واخر الى جسمي ، من دون ان تلتفت الي ، وقد اصبحت انا في تلك الاثناء كتلة من الجمر ، مازلت غاضبا لوصفها امي بالعاهرة ، كنت قد تسللت شيئا فشيئا ووضعت اشيائي فيها ، فاخذت المرأة تطلق التشنجات ، كانت الاجواء خارج الكوخ تصفر فيها الرياح بقوة تدوي بحفيفها واوقعت الكثير من اوراق الاشجار ، غير ان عاصفة جسدي كانت اشد وقعا من دوي الريح ، ولما كدت ان انتهي ، قلت لها بالفارسي " من هي العاهرة الان ، هل هي امي ، ام انت ؟ " . التفتت مذعورة ، ثم قبلتني ونامت فوقي ... الى الصباح .