نصوص بقلم نقوس المهدي

تخيّلوا قرية صغيرة جداً، تعيش فيها سيدة مسنة مع ابنين اثنين، ابن في السابعة عشرة، وابنة أصغر منه في الرابعة عشرة. إنها تقدم وجبة الفطور لابنيها، ويلاحظان في وجهها ملامح قلق شديد. يسألها الابنان عمّا أصابها. فتجيبهما: ــ لا أدري، لكنني استيقظت بإحساس أن شيئاً خطيراً جداً سيحدث في هذه القرية. يضحك...
ينادونني الحمار. لا أسمح لأحد أن يناديني بهذا الاسم، كنت حمارا قبل أكثر من عشرين سنة، أما الآن لست كما قالوا. ينهق حمار جار أختي، وجارها رجل مات منذ عشر سنوات، يقفز جارها من الذاكرة دائما، يعيش بن رميدان في لسان أمي وأختي، يصفنه بأنه رجل طيب. ما ركب سيارة إلى بهلاء إلا وسأل أمي: "كان تريدي حاجة...
في مخزن مظلم، بين "قفف" التمر والطعام، وبجانب جحر للفئران، وفي الموقع الذي وضعت فيه قطتنا صغارها منذ أسبوع، سقط رأسي قضاء محتوما، ومنذ تلك اللحظة من فجر اليوم الثامن منذ ذي الحجة سنة 1357ه 3مارس 1938م صرت واحدا من سكان كوكبنا الأرضي، ومن فصيلة بني البشر بالذات، عليّ منذ اللحظة أن أتطبع بطباعهم،...
لقد عانيت الكثير و الكثير من فورتينيتو ، و لكن عندما حانت الفرصة لي لانتقم منه أقسمت بأني لن أدعها تفلت من يدي ، و لكني بالطبع لم أهدده بالقتل جهارا ، و لكنني انتظرت فرصتي للقضاء عليه بكل صبر، لقد أردت أن أتجنب مخاطرة الفشل أثناء تنفيذ انتقامي ، و كان لنجاح انتقامي شروط ضرورية أهمها أن يعلم...
كنت قد وقفت لساعاتٍ طوال ويداي مقيدتان على جانبيّ. وقد وصلت محاكمتي للنهاية وبدا أن القضاة كانوا مستعدين لإصدار العقوبة علي، وبعدها ُفك عني وثاقي وُسمح لي بالجلوس. كانت هناك أضواءً ساطعة أمام عيناي، ورأيت ملابس القضاة السوداء وسمعتهم يقولون بأنني يجب أن ُأعدم وبعدها تلاشت الأصوات، فلم أسمع أو...
أخيرا امتلكت غرفة خاصة بعد أن كنت أنام مع إخوتي في غرفة واحدة وأتى الصيف بحره اللذيذ – لأنني أحب الحر وأحقد على البرد – وغزانا البعوض وهكذا بدأت الحرب معه ومن منا لا يدخل في حرب مع البعوض وهكذا فإنني كل مساء أتقاتل معه وتكاد أصوات المعارك تخرج إلى بقية غرف البيت، فأحيانا يسمع إخواني صوت التصفيق...
خرجت من مكتبي في كلية التجارة بالجامعة الجديدة متجهاً زحفاً نحو الحافلة عند البوابة الكبيرة. اسكن باب اليمن. كانت الشمس تشوي الرؤوس في الظهيرة. من بعيد شاهدت الحافلة تمتلئ. حاولت أن أسّرع خطواتي المنهكة حتى أبلغ الحافلة قبل تحركها لكنها شبعت من الركاب قبل وصولي وبدأت الزحف بهدوء. وصلت مكان...
"إذا الشمس كُوِّرت...،... وإذا الوحوش حُشّرت"(1) وإذا القيم بُدِّدَتْ، والأموال عُبدت، والصلاة جُمّدت والسلطة أُلهِّت. فأما بعد: فقد كان من رجالات (الدولة،) كما هو معهود عند بقية الزعماء. واتكأ على تاريخ أسرته المشهورة بسحل الفقراء... وضم ممتلكات المرحوم -بعد موته- بالوراثة. ثمة...
آمناً قليلاً، تجلس في قرفصة قديمة للنسيان، ثانياً ذيل خطوك إلى حافة مقعدك الخشبي حتى تمر الكائنات كما ينبغي لها أن تمر، دون أن تحدث رتوشاً في صباحك، وحتى لا تحدث أنت أثراً قد يدل عليك يوماً ما، أو تترك آن سهو وقت شاغر لمداهمة غفلتك بأشياء لا تبدو محببة، كأن يتمسح بك ذيل قطة ليشعل في قلبك مواءً...
عندما رأى عبدالفتاح المنغلق فتاته ترفل في الأسود ، لم يفكر قط أن ابتسامتها بيضاء .. فكر فقط في قتل معلمه في الابتدائية الذي أدخل في رأسه أن الأسود لون شرير .. دار في خلده وهو يتأمل بياض عينيها أن علاقته بالأبيض لم تكن سيئة قبل اضطراره اليومي للذهاب إلى مقر عمله أبيضَ بكثير من السوء .. ألهذا إذن...
تحية تقدير وود وبعد، فقد أسعدتني بتأليفك (محمدالخامس من سلطان إلى ملك) وفوجئت فعلا بأنني وجدت نفسي أمام وثيقة حية لم أكن أعلم عن أسرارها ولا رموزها... كنت أتمنى لو اطلعت عليها قبل أن أكتب عن «موسوعتي حول التاريخ الدبلوماسي للمغرب» وبالذات عن ملحمة (ال 44 سنة) التي تناولت الحديث عنها في المجلد...
سيدي الأخ سعد الله الجابري: في المدة القليلة التي قضيتها في حلب رأيت وسمعت من عدة نواح أشياء لم يسعني إلا أن أذكرها لك بصفتك رئيساً للكتلة الوطنية ووزيراً للداخلية ولك رأيك بعد أن تطلع على هذا التقرير الذي أكتبه إليك بملء الإخلاص والصراحة. إن الحالة في حلب فوضى أكثر منها في دمشق بالنظر لعدم...
تونس : 18 / 1 / 2000 عزيزي عدنان ، تحية المودة سرتني كثيرا رسالتك القصيرة الحزينة . كنت أتابع كتاباتك في “ الزمان “ خلال الأشهر الأخيرة ، ولا أدري لماذا كنت متأكدا أنك لا تزال في بولنده ! ماذا جرى لك يا أخي ؟ أنا هنا منذ عشر سنوات ! جئت لزيارة أهل زوجتي قبل أسبوع من الإجتياح “ المبارك “ و...
أعلى