سأبدأ من أعلى رقبتك. سأحتضنك من الخلف وأقبّل رقبتك ببطء كأننا ننتظر المطر في الصيف. يداي تمرّان بخفة وهدوء على منتصف صدرك بين النهديْن. أحبّ يديك وأنت تمسّدين بهما شعر رأسي. سألتصق بك أكثر. ستشعرين بحرّ جسدي الذي يحاول أن يلوي نفسه وفق تقعرات ظهرك وعجيزتك الحلوة.
الشهوة حارّة، كأننا خارجان...
طازا من الفرن: نزلت قبل نحو 20 دقيقة من القطار في محطة “مركز حيفا”. عند باب المقطورة تجمّع قوم كثيرون ومعهم شُنط كبيرة، أغلب الظنّ أنّهم في طريقهم إلى المطار. كانت إحدى النساء الكَهَلات تقف على الرصيف عند مدخل باب المقطورة وترطن بالعبريّة: لا أستطيع رفع هذه الحقيبة! وبحركة شهامة غير اعتياديّة...
تهادتِ الحافلةُ الحافلةُ بالركّاب وهي تتوقفُ عند المحطة القادمة، من دون أن يعرفَ كيف سيدخل كلُّ هذا الجمع الواقفِ عند المحطة، إلى هذه الحافلةِ الحافلةِ بالركابِ. أزاح رأسه صوبَ الشباك، ونظر صوب الجمع الواقف عند المحطة القادمة وتساءل عما إذا كان السائق سيتوقف وسيفتح البابَ لهم، رغم الاكتظاظ...
كنتُ على الزِّئبقِ صورةَ رجلٍ ، يتَزَيّا بالعينينِ الثاقِبَتينِ...
ولم أرَ نَفْسي!
لا أعلمُ! لكنّي مثل هواءٍ يدخلُ في كلِّ الغُرفِ، وبين الأشجارِ، وأبحثُ عن صورةِ شخصٍ ضاعَ قديمًا منّي.
وبحثتُ لعلّي ألقاهُ هنا، أو بين الغيمِ، وفوقَ البَرْقِ، وتحتَ البحرِ،
وفي النّرجسةِ الذهبيّةِ،
ثمّ سمعتُ...
أكتبُ لأمَزَّقَ ! مثل الخالقِ أُحيي وأُمِيت.
قد يحملُ أحدٌ أوراقي للنارِ، تمامًا، مثل نهايةِ كلِّ روائيٍ،
مَثّالٍ،
رسّامٍ،
زِريابٍ،
قَصّاصٍ،
ساحِرْ...
وحتى لو ظلَّ قليلٌ من مِزَقِ الصفحاتِ، سيلقيها العاملُ في جوفِ الحاويةِ، كما نحنُ الآن بقلبِ الأوساخِ...
فأين الجَنّةُ كي أودِعَها...
كان يعيش بمفرده. تزوره ابنته مرة في الأسبوع. تطبخ له طعاماً يكفيه حتى زيارتها التالية. رفض الذهاب للعيش معها. وجد إلحاحها الدائم على أن يأتي معها مجرد كلام. لو كانت بالفعل تريد انتقاله إلى شقتها لحضر زوجها معها بسيارته، وأصرا على عدم التحرك من مكانهما إلا إن غادر معهما. لكنها دائماً كانت تلح...
في ذلك المنزل الضيق... وحيث حواف السرير الخشبي المصنوع من هياكل صناديق الأسلحة الفارغة تنغرز عميقا في جلد ساقي كلما تحركت من طرف إلى طرف. صممت على أن لا تهزمني المسافة الضيقة.
ففي مدينة التاريخ تلك, حيث المتاحف الكثيرة تنتشر على ضفتي النهر ذي الفروع السبعة, ولفرط العزلة التي هبطت علينا بعد أن...
ليس من عادتي أن أكترث كثيرًا لما يحصل معي من مُنغّصات يوميّة في السنوات الأخيرة ما دمتُ أملك وعيي، وأستمتعُ بمباهج الحياة الصغيرة، وصحّتي على ما يرام؛ وما دمتُ أستطيع المشيَ، والعزفَ، واحتساءَ قهوة الصباح، وتَتبُّعَ العصافير، واستنشاقَ رائحة البحر التي تُنعش روحي. حتّى وأنا على أعتاب الثمانين،...
) انتشر النمل الصغير في بيتنا، كبر و نما. غذيناه بصمتنا، تركناه يتزاوج … و يتوالد .. نظرنا له من أعلى .. فرأيناه مخلوقا ضعيفا، حرام أن تدوسه الأقدام .. و لهذا .. استغل النمل طيبة قلوبنا فانتشر في البيت كالقمل، وصار يحفر بيوته تحت الأرض .. و يخزن مؤونته التي يسرقها من غذائنا .
كنت ألحظ أفواجه...
قالت دون حرج : - ما أسقطك يا منصف ؟
كانت تناديني "عمي منصف" منذ صغرها ومن قبل أن تكمل نطق الحروف ، لحظة عمى وضياع ذهبت بعّمي، لحظة واحدة حطمت جسورا وبنت أخرى ...
هناك أيام ثقال، في يوم ثقيل منها إنحدرتً ، أنا المتدحرج دوما، و صعدت هي فوق غيمة مكدودة ناشفة، عندها انطلقت الجملة العارية .
لم...
يصدح أذان الفجر في فضاء القرية فتطير أسراب الدوري مذعورةً من ثغورها في جدران الورش تاركةً خلفها في الأعشاش فراخاً جائعة. تطير الدواري هاربةً إلى الأشجار الآمنة في الوادي السحيق، فتتلقّفها بنادق الصيّادين الرُعن. يخترق صوت المؤذّن بيوت البؤساء المتناثرة حول مسجد القرية القديم فيرتدّون عن أحلامهم...
هي الكأس السابعة، أو السابعة عشرة لم أعد أدري، الكأس التي معها يعود الصفاء إلى رأسي، أو يغور العكر. " من يسكر لا يعدّ الأقداح ". أنا أعدّها ومع ذلك أسكر.
الليلة الأولى من تموز، في مثل هذه الليلة ولدتني أمي، ولدتني أغبش كليالي تموز، والسرّ كلّ السرّ أنها ولدتني في الليل و ليس في النهار، فكان...
عثر فجأة على أحلامه وقد أصابها الهزال، بعد أن فتش عنها ليجدها في أرشيف العمر المرير، بين تراكمات من آلام وذكريات موحشة متآكلة، حملها بين ذراعيه مُسجاة كما الغريق، كانت قد نَحفتْ ويَبِستْ واكتسحها الفتور والملل، من هول الجدب والصعوبة في تحقيق المستحيلات التي سطرتها لغة القوة، أسفر وجهه عابساً...
السبت عصراً:
زوجة سالم لشقيقتها: خرج صباحاً للعمل، ولم يعد. بدأت أقلق..
ربما ذهب مع أحد زملائه، زوجك حينما يجد ما يسليه ينسى نفسه.
لم يذهب للعمل، مديره اتصل عدة مرات يسأل عنه.
ربما فعلها مرة أخرى، توجه للمزرعة، نام، ونسي نفسه، زوجك إذا لم يزعجه أحد ينام يومين متتاليين.
ليلاً:
الزوجة لأمها: لم...
أأدرك غرابة العنوان وأدرك كثيراً مما سيتسابق إلى أذهان وألسنة بعض القراء قبل قراءة الموضوع وبعده بحكم تركيبتنا الفكرية، وعليه فلن أستنكر ذا الاستغراب فلطالما ظل الفقه واحة ذكورية محظوراً على النساء دخولها إبداعاً – ابتداءً؛ وكيف يفعلن وهن ناقصات العقل والدين؟!
العجيب أن هذا العلم حال نشأته لم...