أنا ميتة. الموت ليس فكرة سيئة في حالتي. لم يبك علي أحد؛ لأن أحدا لم يعرفني. لم تفكر أمي في اسم لي لا مثيل له في محيط قطره ثلاثة أحياء سكنية وأربعة بيوت في مدن بعيدة قد تعود منها شقيقاتها في زيارات خاطفة للبلدة. لم تتخاصم مع أبي حول اسمي، فقد طلقها قبل خمسة عشر عاما.
ولأني لم أولد أبدا لم يؤذن...
الإهداء إلى ش.ع. و.ب.م.
صديقاي اللذان يدرسان بكلية(...) ويقضيان سحابة يومهما في البحث عن الحقيقة، وفي صدرهما أشياء لا يعرفها أحد من سكان المدن السفلى.
في الحديقة سقطت حمم بركانية على رأس المواطن أحمد فاهتدى إلى الحقيقة بلا مساعدة أحد أو توضيح من شخص ما..
الحقيقة شيء صلب ينتصب في كل حركة تحدث...
عم مساء أيها الفتى النبيل ، عام اخر ينقضي ، واللوعة لاتنقضي كم كنت واهما أن الزمن كفيل برتق الجراح ، والارتكان إلى ذكرى اللحظات الاسيانة حيث استحضر طيفك وقد مر خلسة في جلسة وارسم خيط حزن على محياي ثم سرعان ما انخرط في وهم اليومي ، غير أنني بتوالي الأيام أدركت أن الحزن يقتات من بعد المسافة وان...
اللقطة رقم 1
بكلتا راحتيه تحسس وجهه, فتح الصنبور, لم يتدفق الماء, اقترب من المرآة وتأكد من ضرورة التخلص من الشعيرات النابتة في فوضى على مساحة وجه الذي تحسسه بكلتا راحتيه قبل أن تؤكد المرآة ما أقرته كلتا راحتيه. لم يتدفق الماء والصنبور مفتوحا مازال كخ كخ... كاخ كاخ... قاه قاه... كاخاقاه...
وحدي أنمو، بلا جذور، بلا أغصان، في الهواء، في الشمس، في البحر، في الفراغ.
أنمو كالفلسفة، في الأفكار.أنمو كالشعر، في الأعماق. أنمو كالماء،في الأحشاء...
- إميلي لوروا- شاعرة مجهولة
عندما يأتي الليل فعلا وأشرع في نزع الأوراق من الكراس الصغير حيث تدويناتي وملاحظاتي، لا شيء مما أريده يتحقق، بل...
ولد في مدينة بسكرة (شرقي الجزائر) - وتوفي في مدينة قسنطينة، بعد عمر قصير.
عاش في الجزائر.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في بسكرة، ونال شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) (1984)، فأهلته للالتحاق بجامعة قسنطينة - قسم الفلسفة، غير أنه لم يكمل دراسته ومات منتحرًا تحت عجلات القطار.
عمل...
مساء الأربعاء ، كعادة صديقه الوحيد يزوره في تمام التاسعة ، يدفعه لحجرة المعيشة ، يقف امام صورة تجمعهما في ميدان الثورة ، يبادره قائلا :
_ فاكر يا صاحبي الشاب اللي كان بيجيب لنا سندويتشات الفول والطعمية وكان نفسك تعرف اسمه
_ آه يا جدع ومرة بقوله عاوز ادفع لك فلوس رد قال ( ايه نجم هو انا لو جيت...
ذات مساء في يناير الماضي دخل صيدلية ليلية واشترى علبة من الحبوب المسهلة، فقد كان يعاني من امساك مزمن في السنوات الأخيرة. ثم ذهب ليأخذ الأتوبيس إلى بيته.
وجد صفًا طويلا من المنتظرين في المحطة. ظل ينتظرُ صابرًا، وفي النهاية أمكنه الصعود. في العربة وقف. كان قصيرًا، على قدر البدانة، ذا بطن تندمج...
ألحق سيجارته المخنوقة للتو بأخرى فتيّة، تصاعد الدخّان من بين أصابعه الرثّة وهو يقطع الممر جيئة وذهابًا تتبعه نظرات رفاقه بترقّب. كان أنين الفتى المنبطح في الزاوية قد بدأ بالهدوء. الموعد بعد عشر دقائق، سوف يعلم أبو يزن حينها إن استطاع ذوو المخطوف الحصول على المبلغ المطلوب، وهذا ما يأمل، فقتل...
شعر كأنه نام ساعة إضافية هذا الصباح، استيقظ خلال الليل ثلاث مرات للتبوّل ومرة واحدة بفعل دوي القذائف الذي لم يعتد عليه بعد بالرغم من تتابع السنوات. أبو بسّام رجلٌ أتم الحادية والسبعين من عمره. ليس فلاحًا كما يظنّه كثيرون، بل تاجر سيارات وبيّاع جملة. حسنًا، لماذا تعتبر هذه مفاجأة؟ ليس لأنه في...
في حدةٍ... سألتُه زوجاً سليماً غير مريض، يتمتع بصحةٍ أفضل، وعمر أطول.
خيّرنى بين الأنواع السابقة التي امتلكتها قبل حين، وأضاف إليها جديداً.
اقترح علي البائع هذه المرة زوجاً من السلاحف، حيث إنها مُعمرة..بعدما شكوت له أن كل السابقين يضيقون ذرعاً ببعضهما.
وكالعادة أوصى البائع باقتنائي لذكر وأنثى،...
يـوم ملائم تمـاما*
كل الظروف، تهيأت ليكون موته كما يريد، في أبهى صــــورة، خلت السماء من الغيوم الداكنة، التي غطتها لمدة يومين كاملين، وبدت جميلة، بزرقتها الخفيفة، وقليل من النتف البيضاء، عالقة بها، والشمس الطالعة تلامس الأرض، المشبعة بسقعة طوبة .
بدأ يومه بالاستحمام، بعد أن حلق شعر رأسه...
حينما رأيتُ روثيكا أول مرة، وهو مغنٍ لم يعرفه أحد غيري لأنه يزورني بحلمي الخاص؛ بعد أن استدعيت الرب في مناجاة فحضر؛ بتُّ مشدوهًا. وحينما استقيظتُ، هرولت أخبر أبي أني رأيتُ المسيح.كان أبي نحاتًا، تجلله العظمة حينما ينفخ الحياة في الصخور، مستخدمًا في ذلك معولًا ومطرقة، رنينهما المتسارع الخافت، هو...
-انت بتستهبل يا ألبرت يا اينشتاين؟؟
*في ايه يا ايزاك مالك داخل بزعابيبك كده ليه عالصبح!
-مدام وفاء بتقول انك داير تدور على دمغة من امبارح!
*ايوة محتاج بـ 5 جنيه دمغة عشان بحث هقدمه لأستاذ عبدالصبور بكرة
إن شاء الله.. مالك ف ايه؟
-أحمس يعني!.. بحث ايه اللي هتقدمه انت هتزيط!
*لأ انا اللي أحمس...
أمي هي الشقيقة الكبرى للزوابع. يبرُد قلبها في الصيف، ويضحك في كل وقت. تحبس غضبها الموروث، في زنزانة ضيقة، خلف عينيها الحادتين. لما يهلّ طياب الخريف في سماء النجع، تدخل في زعل شديد. في خشوع مُبهر، تتوجه نحو سقيفة البيت، تخلع رأسها، وتكشف حجابها الأزرق للهواء. تتمتم بتعويذات لا تفهم معناها،...