طلوا واجهة البار الزجاجية باللون الأزرق الغامق،كان ذلك إبان الحرب والغارات الجوية إذ كان ذلك قراراً ملزماً للجميع،وأبقوه على حاله بعد الحرب ولم يجدوا داعياً للتغيير لا بل بدّلوا الاسم أيضاً إلى البار الأزرق بناء على اقتراح أحد الزبائن حين تجلّت الفكرة في رأسه،واستكمالاً للإبداع فرشوا الرصيف...
" شروع في الحُب"
قد أعيد القول شوقاً
مرّةً في إثرِ مرّة
ما الذي يبقى من العُمر
إذا الحُبّ تولّى
فإذا ما فرش البعدُ مسافاتٍ
وغاض الوُدّ بئره
طار للشّوق جناحٌ
وأباح الشّعرُ سفرة
سهِرت نجماتنا على الشّوق
وواستنا المجرّة
وسرى سارٍ بوعدٍ
ليبُثّ الرّوح سرّة
قدرٌ أن نلتقي حتى ولو
دارت الأكوان دورة...
" شعر"
نعم أعرف ما هو الشعر
مزامير ناي
ريحٌ تتراقص في قصبةٍ جوفاء
فكرةٌ تشتعل داخل رأس
شعورٌ متراوحٌ بين الإحباط
و بين الأمل
أذنان مشنفتان لالتقاط إيقاعٍ خفي
رسالة تذكير لعالمٍ غافل
صرخة احتجاج
صوت مكبوت
عودة بيدين فارغتين
ركون لصوت المساء
سهرٌ بلا طائل
مساومة حول لا شيء
صفقة لم تعقد أبداً
بحثٌ...
" إعادة تموضع" رواية
الطقس صيفي واللعب ممتع تحت أشجار النخيل المنتظمة في باحة القصر كصفوف الجنود،يلتمسان ملاذاً بعيداً عن العيون ،إذا حدث وأطل أحدّ ما من أحد الشرفات المطلة على الحديقة،،كبرا على مهل،وتفتحت عيونهما على العالم وتعاهدا على حُب كبير ،هند وسيف،ولكن وبرحيل آخر صيف نضجا تحت...
واقفاً تحت سماءٍ جديدة
على أجفانك يتزاحم سرب حمام
وعلى مرايا عينيك
يتعثّرُ الضوء بخجل
والكون نزع الملاءة
واستلقى عارياً تحت الشمس
التماثيل العارية في ميادين روما
مغضية بخجل
لتتيح لك برهة للتأمل
او التقاط صورة
قبل أن تفتح عينيها على وسعهما
ضاحكة من سذاجتك
خادمة الفندق تكافؤك بابتسامة
لاحتكاكك...
لقد اجتمعت النجوم لتصنع تاجاً يرصّع جبين من أحب، يسعدني أن أراك تكبرين، وأن يخفق قلبك بفرحة الفائزين، ومن قبل أسعدني أن أراك تستقرين، وأن ترسو السفين على شاطيء الحياة الأمينّ!
لك كُلّ هذا، أما ما تبقى فاتركيه لي، ودعي قلبي يطاردك إلى آخر العالمين، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، متراوحاً بين ظلال الشك...
كنت شبه ضائع، وسط تلك الساحة الحجرية المُشجّرة بالتماثيل العارية،وفي وسط الحوض تمثال طفل عارٍ مكتنز وأجعد الشعر تنبثق نافورة الماء من عورته،وأشاحت امرأة تركية ترتدي الحجاب بوجهها خجلاً،وهرع طفل إلى وسط الحوض متلمّساً عورة التمثال،وهرعت والدته وراءه ضاحكة ووقفت تحثه على الخروج بإشارة لحوحة من...
أحييني بطول الأمل، قولي لي إنني سأعيش لأراكِ مرّةً أخرى، الملاقط على حبال الغسيل تحمل بصمات أصابعك المنيرة، مساقط عينيك مطبوعةٌ هنا وهناك على كل حوائط البيت حيث توزعت لفتاتك الحائرة، أشياؤك المتناثرة كحبّات فاكهة مجففة تحت شجرة فاتتها خطى المواسم، المشط المتشبّث بنسالات شعرك بحنين أُموي، مناديلك...
من أوّل الحُبّ
من فجر البداياتِ
وُلدنا ولمّا نزل
نشيخُ على مهلٍ
ويظلّ السطر الذي كتبناهُ
أوّل مرّةٍ في دفتر الحُبّ
عواناً ولم يكتمل
وكأنّ الأشرعة التي
مَخَرت عباب القلوب
على غير موعدٍ
لم تدُم سوى
لمحةٍ من زمن
ولمّا نزل نُعاندُ الوقت
على أملٍ
أن نعتق أرواحنا
من وجع الإنتظار
وقسوة ذلك الشيء
الذي...
أتناولك أحياناً مع قهوة الصباح،وأحياناً أستيقظ على حُلم لم تكوني فيه،فأكفّرُّ عن تلك الخطيئة بالدعاء والاستذكار
لم تكسر جرار عشقي عصيُّ الأيّام فتعتّق خمرها مستبيحاً حرمات الغرام.
أما غرف قلبي فمشرعة لمعازف الريح ومحفلهم ساهرٌ مشعل المصابيح بانتظار حضور مواكب بلقيس،ولكنّ الأرواح لا تنتظر بل...
بعد بضعة أيام من العمل،قلت لنفسي لن أصمد في حمّام البخار هذا،وسأغادر بعد أيام،حاولت أن أقلد الإنجليز الذين يخرجون للسباحة في هذا الطقس المثقل بالحرارة والرطوبة،وقلت في نفسي لعلّ السرّ في القبعة،استعرت قبعة من أحدهم،أعارني إياها عن طيب خاطر لمّا شرحت له الظروف،ولكني ما كدت أخطو إلى الخارج حتى...
بعد بضعة أيام من العمل،قلت لنفسي لن أصمد في حمّام البخار هذا،وسأغادر بعد أيام،حاولت أن أقلد الإنجليز الذين يخرجون للسباحة في هذا الطقس المثقل بالحرارة والرطوبة،وقلت في نفسي لعلّ السرّ في القبعة،استعرت قبعة من أحدهم،أعارني إياها عن طيب خاطر لمّا شرحت له الظروف،ولكني ما كدت أخطو إلى الخارج حتى...
مهداة إلى الأميرة الكبيرة في مجمع البحرين التي ترفض أن تصافح:
احتفظت بكفها نظيفة
فلم تصافح
وسطّرت قصيدةً جديدة
عنوانها:
لا تصافح
فبعدَ لا تصالح
نجدّدُ الوصية
ونحرسُ الوسيّة
ونرفعُ السورَ الجديد
باللبنة المنيعة القويّة
ممهورةً بوسمِ
لا تصافح
جميلةٌ أنت
أيتها الأميرةُ الرقيقة
يا مهرة العروبة...
أكتب قصيدك
صوّر بشاعة الحرب
صف أعمدة الدخان
المباني المدمّرة
والجثث التي
توقفت عن الاحتجاج
والخردة المهملة
ففي ساحة الحرب
تتلاشى كل التفاصيل
وتنحسر عن ذهنك الأسئلة
فأنت على شاطيء الموت
مرتهن للّحظة الزلزلة
لا موعد للغداء
التسوق
أو نزهة الكلب
إنها الزوجة فقط تصلي لأجلك
كي تعود لها سالماً
وكل شيء...
يجد نفسه مشدوداً إلى جسدها بتهور، وكلما تيسر لقاء بينهما، انهمك في تأمل تضاريسها بلا أي تورع، وحين تستحوذ عليه الرغبة، مرعشةً أمواج الحب العذبة، يشعر بالخجل من نفسه، ولكنه أضعف من أن يحاول ردعها، فهو يشعر أنها ملكه،وأنه حر التصرف في تلك الملكية، ولكنه مع ذلك يشعر بشيء من الضعة، وكأنه انتهك حرمة...