أُنفُخْ في مزاميرك
لعلها تنفتح الثقوب
على الريح
وتَذَكّر كم أخطأ الشعراء
لا تحاكي أناشيدهم
وتَمُنّ
على المحبوبة بالحُب
انتشر في سماءها كالهواء
وعلى أرضها كالشجر
ولا تقل أنّك عاشق من فلسطين
بل عاشق فلسطين
كأنّك أنت الوحيد
الذي وقّعت على أُذنك
زغاريد أعراسها
أو حفاوة أطفالها بالمطر
لا تقل كنّا...
"الوصية الحادية عشرة"
اتركوا المتسولين يعيشوا في سلام
إنهم جزء من المشهد،صنّاع حياة،أدعيتهم تحرّك الإنسان فيك،تفطر قلبك،فتتحرك أصابعك إلى جيبك،والأمر بعد ذلك مرهون بطبعك،بكمش الكثير أو القليل.ونفحهم إياه عن طيب صدر!
لا أدري لماذا يحركون الفِرق لتجري وراءهم وتطاردهم وتنغص عليهم حياتهم؟ عش ودع...
نريد المزيد
مطراً أغزر من سماء الشتاء
منظراً أجمل من النافذة
نوماً أكثر هدوءاً
صباحاً أكثر سعادة
ورغبة خبيئة
لا نجرؤ على الجهر بها
خشية أن
تخيب آمالنا
وطناً أكثر أمناً
شيئاً من المجد
نريد نصراً مبيناً
ولو لمرّة واحدة
غداً أكثر طمأنينة
يوماً خالياً من الشك
نريد خطابات صادقة
ووعوداً وفيّة
وقادةً...
تُرى لو أنّي رجعتُ صبيّا
ورجعتِ أنتِ
طالبةً مدرسيّة
وأرسلتُ لك رسالةً عاطفية
ترى ماذا كنتُ
سأكتُبُ فيها؟
هل كُنتُ سأبدؤها ب"حبيبتي"
مثلاً
أم ببيتٍ من الشعرِ
أم باسمِكِ الحبيبِ إلي؟
ثُم أُسهب في الوصف
فأُناديكِ بِكُلّ الصفاتِ الجميلة
شمسي.. قمري
نور عينيّ
ثُمّ أختمها بالشكاية
أنّ بُعدكِ عنّي...
المدّ يمارس هوايته المفضّلة في محو ذاكرة الرمل،والنوارس تحلّق فوق المشهد في لا مبالاة معلنة،الألفة تحتضن كل شيء وأنا الوحيد الغريب تحت سقف ذلك الأفق المقفل،ولكن لا يبدو أن وجودي يزعج أحداً،فتلك الرحابة تبسط كفها للضيوف العابرين دون تكلف،فالخطوط هنا تمدّ أطرافها نحو اللانهاية،دون تقاطعات ،وقوس...
أنتِ تتمّةُ الوجود
لولاكِ ظلّ ناقصاً
وظلّ لوعةً
في القلب
جزؤه المفقود
وحين ظهرتِ في حياتي فجأة
واكتملتِ كالقمر
أدركتُ أنّني
قطعتُ كُلّ ذلك المشوار
كي ألقاك
كأنّ القدر
رتّب ذلك اللقاء
على عجل
وأوقف القطار
على رصيف العمر
كي نمضي معاً
إلى المحطّة الاخيرة
وحتى لا يسكن في
قلوبنا النّدم
على فوات...
في تلك المدينة القائظة، بشمسها السليطة،التي تنعدم فيها العلاقات الإجتماعية، والتي يقع اسمها على المسمع، كشهادة زور، تخالفُ واقع حالها مخالفةً صارخة، إضافة إلى فظاظة من يُطلقون على أنفسهم" هل الديرة" ليس من قبيل التفاخر فحسب، ولكن للحطّ من شأن الوافدين أو المغتربين، ووضعهم في خانةٍ دنيا.
أما...
أُحبُّ أن أرى
في بؤبؤي عينيك صورتيّ
حين تضحكان
فأوّلُ ما يضحك منك عيناك
قبيل أن يأتلق الخدّان
أو تشرق صفحات الوجه
أو تبوح الشّفتان
فأنت من دون النّساء
تموج في ضحكتك المعان
ولم يشأ سبحانه
أن يكون في النّساء
مثلك اثنتان
كانّما يجتمع الضيّاء
والنّقاء والإيحاءُ
في موردكِ الملآن
أو تلتقي
في إيماءة...
الشعر الفلسطيني كما وصفه بعض النقاد،كان المرآة العاكسة للحدث والموقف،ولكل ما يجري على أرض فلسطين،دون إغفال الدفقة الشعورية والتي تشحن هذا الإشعاع بالعاطفة،وتقدح زنده بالإنفعال وتوشّحة بالجمال!
فلم يكن مجرّد مدونة تاريخية،ولكن مواكبة وجدانية،وشلّال منحدر،لم يتوقف له انهمار،ولا انقطع له تيّار...
"اسمان من بين الأسماء"
تتكرّرُ النّساء
مثل حروف الهجاء
كأشجار الغابة
تتشابه النّساء
فلماذا كنت أنت الاستثناء؟
ألأنّك في قلبي السؤال والجواب؟
أم لأنّك تشبهينني
كما أشبهك
في كُل الأشياء
أم لأنّ الحواجز سقطت
والأستار ارتفعت
من أوّل لقاء
حين نكون معاً
لا ندري أأصبح العالم ملكنا
أم انا تركناه خلفنا...
منذ أُعلنتْ لحظةُ ولادتي
وعقب زغرودة الداية
ابتدأ المشوار
حملتني رحلةُ العُمر على عجلٍ
ووضعتني فوق سكّةٍ مرسومةٍ
كراكب القطار
وعبر حاجز الزجاج
رأيتهم يجترحون الإثم
يفعلون الموبقات
ويقطعون الزّهر والأشجار
لم أستطع أن أوقف القطار
أو أسحب حبل الطواريء
أو أطلق جرس الإنذار
كنت وحدي راكباً
لا سائقاً...
كل الذي أريده
من عينيك لفتةٌ
تعيدني لسالف الأيام
فهل ستسخين بها
لو عرفت
كم مؤلمٌ
هو الفقدان
أريد أن أراني
في مرآة عينيك
طفلاً جميلاً محتفىً به
أن يعود بيننا
كلُّ ما ذوى مع الأيام
كزهرة يانعة
بللها الندى
وأن تعود أفرع البستان
ريّانةً حفيّةً
مائسةً
مع هبّة الأنسام
فما تبقى من مياه
في نقرة العمر...
لأن حبنا جرت به الأقدار
لم تمزّقه المسافات
ولا شتّته التيار
ظلّ على شاطئه
كصدفة لا تني فتغتسل
مقيمةٌ لا ترتحل
مؤتلفاً
تعاقُبَ المدود والأجزار
فطالما أنت هناك
فلن يزال العالم الجميل
يُتحفنا بالورد والازهار
فالحب بيتنا الكبير
والعالم حوله حديقة الجمال والأسرار
وطالما بأنني مستوطنٌ
على مسافة قريبة...
"رسالة ربما لن تصل ابداً"
يا فتنتي الصغيرة
التي افتتحت بها عمراً جديداً
صورتك عالقة في ذاكرتي
كأنها وجودك الحي
بكل ألقه وحيويته
وصوتك لا يزال حيّاً في أذني
أعرف رنّته
من بين كُلّ الأصوات
لكنّ غيابك الطويل والقاسي يؤرقني
لو كان بيننا حبل ودّ
لم يزل موصولاً!
ربما لهززته قليلاً
إحياءً
لذكرى لم...