نزار حسين راشد - صلاة على سفر.. شعر

أُنفُخْ في مزاميرك
لعلها تنفتح الثقوب
على الريح
وتَذَكّر كم أخطأ الشعراء
لا تحاكي أناشيدهم
وتَمُنّ
على المحبوبة بالحُب
انتشر في سماءها كالهواء
وعلى أرضها كالشجر
ولا تقل أنّك عاشق من فلسطين
بل عاشق فلسطين
كأنّك أنت الوحيد
الذي وقّعت على أُذنك
زغاريد أعراسها
أو حفاوة أطفالها بالمطر
لا تقل كنّا ولا كان
بل قل أنّك حملتها
زوّادةً للسفر
فقد يكون الوطن
حقيبة مسافرة
على أقفالها
شيفرة تنحلّ أسرارها
بسحر عاشقٍ قد سحر
فهكذا العشاق
يجففون عطر زهراتهم
ويودعون في محافظهم
حفنةً أسماءٍ
أو رُزمة من صور
أوخصلاً من الجدائل الفارعات
فمن كان على سفرٍ
يقصر أو يتيمّم
وهكذا نحفظ
ما نعشق بالمختصر
لو تاهت التفاصيل
أو خفتت سُرُج الذكريات
أو وهى ضوء الزمن
فلا تخافي ولا تحزني
فأنا أعرفهم كُلّهم
كل الذين
يحفظون في الدواليب
ثيابك المزهرة
أو يرسمون باسمك
الخرائط المُلوّنة
كل عربونات العشق هذي
حملتها في عربة ماضية
إلى الوعد الذي لا يُخلف
أو يُهزم
بل دائماً ينجزُ
وفي ختام الحكاية
لا يموت البطلُ
بل دائماً ينتصر!
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى