محمد محمود غدية

زارنى أبى فى الحلم، لم أفلح فى إخفاء قدح الحزن من فوق الطاولة، كنت قد تناولت منه رشفتين، المرارة ما زالت عالقة فى الحلق، مشتاق لوجه أبى الطيب وكلامه العذب وإبتسامته التى لا تفارقه ومسبحته الكهرمان، معذرة يا نهراً من طيب العنبر لفوضى المكان، لابد وأنك مررت بهذه الفوضى فى الخارج أثناء قدومك هنا،...
دفعت له برسالة أسفل باب الشقة قالت فيها : أنها تعرفه وحبها له يمشى فى أوردتها، تكتب له كل يوم، كى لا ينمو حزنها، فقط ترجوه أن لا يمزق رسائلها التى تحمل صدق مشاعرها وأحاسيسها نحوه، وهى تحترم مشاعرها التى هى قطعة منها، لقد تأكد أنها ليست من سكان العمارة لأنها حدثته عن وحدتها، والعمارة كلها ليس...
الهموم فى الحياة قد تزيد أو تنقص البعض يضيق بها، والبعض الآخر ينجح فى دفعها بعيدا، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الآسى، من أن تحلق فوق رأسك، لكن يمكنك أن تمنعها من أن تعشش فى شعرك، تزوجا عن حب، ونجح زورقهما فى شق أمواج الحياة، حتى كان يوما، ضاقت الزوجة فيه من زوجها لأسباب بسيطة، ما كان ينبغى...
ترقبه كل يوم من شباكها فى موعد ثابت لا يتغير، تتبعه عيناها حتى يختفى عن الأنظار، ملبسه أنيق خطواته منتظمة، فى غير إبطاء، لاتدرى سببا لهذا الإهتمام المفاجئ به، هل هذا مايسمونه الحب ؟ وإن حدث فهو من طرف واحد، إنه لايشعر بها وابدا لم يتطلع يوما لشباكها، تتمنى لو إنها إختارت ملابسه، بنطاله قميصه...
لم تقل شفتيها أحبك، وإنما قالته عينيها، وتضرع وإضطراب كفيها، والأغنيات التى إنسابت من شرفتها، تتشكل الدمعات فى عينيها وترفض السقوط، إيباء وكبرياء، لماذا الأشخاص الرائعون، نلتقى بهم فى الوقت الخطأ، والمكان الغير مناسب، تتضافر الصدف والتوافقات، فى غرائبية الحياة، وتجعلنا نرتاب فى منطق الأشياء،...
الهموم فى الحياة قد تزيد أو تنقص البعض يضيق بها ، والبعض الآخر ينجح فى دفعها بعيدا، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الآسى ، من أن تحلق فوق رأسك، لكن يمكنك أن تمنعها من أن تعشش فى شعرك، تزوجا عن حب، ونجح زورقهما فى شق أمواج الحياة، حتى كان يوما، ضاقت الزوجة فيه من زوجها لأسباب بسيطة، ما كان ينبغى...
ألقى صنارته فى النهر، بعد تأكده من وجود الطعم بها، جلس يتأمل النهر، فى هدوء تام وسكون، المخلاة جواره فارغة، فى إنتظار الصيد الوفير، من أسماك البورى والبلطى ومايجود به النهر، تحسبه للوهلة الأولى صياد ماهر، دون أن تدرك أنها المرة الأولى، التى أشار عليه بها أحد الأصدقاء، بعد فشله فى زحزحة الهم،...
موفورة الملاحة بوجنتين وشفتين وعينين نجلاوين مسالمتين ، تنضج كلها بالصحة الفياضة ، فى أتيلية لبيع اللوحات الفنية توقفت طويلاً ، أمام لوحة " الشاردة " التى رفض الفنان بيعها ، لما تحمله من وجع فى شرايين الغياب، يحمل الإنسان بداخله تناقضات ، قد تبلغ حد الجمع بين الأضداد ، كالغموض والوضوح ، النبالة...
رأسه الفارغة من الشعر، كثيرا مايسخر منها قائلا : أن لديه وفرة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع مشيرا إلى ذقنه كثيفة الشعر، غزارة هنا وقلة هناك قاصدا رأسه، كان مدهوشا حين وجد إسمه ضمن المحالين للمعاش، بينه وبين سن الإحالة للمعاش، عشرة أعوام، طالته مطرقة الخصخصة، مدهوشا كيف وقد أحدث تطورا فى الأرشيف...
فتحت الشرفة، لتجديد هواء الغرفة، التى تقطنها فى يومها الأول، بعد أن فازت بمنحة ألمانيه، للدراسة بجامعاتها، كان يوما مرهقا، تسجيل وتقديم أوراق، بين دهشتها لما تراه من قبلات فى أروقة الجامعة، وملابس الفتيات المختصرة، وهى الشرقية المسجونة، خلف قيم وعادات وتقاليد، حافظت وستظل تحافظ عليها، حتى آخر...
هناك فصول مجدبة لا تمطر وايضا امرأة لا تعرف الحب، فقط تعرف كيف تدمي القلوب الطيبة، غير آسفة على ماتسببه من ألم وتعاسة للآخرين، وقع فى برائن حبها الكاذب، بهرته كلماتها الرقيقة التى تجيدها، بعد ان نسجت شباكها على مهل، لديها القدرة على التأثير فى محدثها ومحاصرته وتهيئته للتسليم بما تريد، حتى...
فى مساحة واضحة كتب نعيه فى صفحة وفيات كبرى الصحف، ليقطع الرجعة على من يقولون : لم نقرأ النعي ! - معلنا موعد ومكان العزاء ، لم يهمل آية تفاصيل، بدء من السرادق الكبير المقام أمام منزله، مؤكدا على تقديم الشاي المحلى بالسكر والقهوة للمعازيم، لاذنب للناس، فى تجرع المرارة و الحزن، لأن مكابدة الحزن،...
ما هذه القدرة على العلو والسمو، وذلك الإستعراض الرائع، لتلك الطيور السابحة فى الفضاء، لوحة من جمال نادر ورائع، حين هبطت الشمس، وهدأت حمأتها، وأعطت لونا أرجوانياً جميلاً، من خلال ندف السحاب، جلس يتأمل صفحة المياه، وهذا النخيل الفارع الطول، بجريده الأخضر، هنا وهناك، يتماوج في وقار، لا تقدر...
يتطلع من شباك القطار، تمنى لو كان نجم يسبح فى الفضاء، بعيدا عن الأرض التى لم يجد فيها من يطفئ سعير قلبه، إعتاد قطع الوقت بالقراءة، التى يحبها أثناء سفره الطويل بالقطار، ثلاثينى يعمل فى شركة إتصالات بالقاهرة، أنيق الملبس حلو الحديث، شغلت المقعد المواجه له، فتاة فى مثل عمره إلا قليلا، وجهها فى...
رقيقة الملامح حلوة لا تخطئها العين ، ضل قطار الزواج طريقه إليها، سنوات خمس منذ تخرجها من كلية التربية ، هل أصاب الرمد عيون الشباب، أم مازالوا فى عراك مع الحياة وفرص العيش ؟ - وافقت على عرض شقيقتها بالعمل كمدرسة خاصة لإبنة أحد الأثرياء ، بمرتب كبير وسيارة خاصة تنقلها من منزلها وحتى فيلا...

هذا الملف

نصوص
454
آخر تحديث
أعلى