محمد محمود غدية

تسير بهما مركب العمر فى بحر هادىء الأمواج، يلفهما الحب، لا تفارقهما السعادة، يدعوها للعشاء فى أفخر المطاعم، يتسكعان على أبسطة الفرح، وهما يقضمان أكواز الذرة المشوية، طفلان لايكبران، نحن نكبر ونشيخ حين نتوقف عن الحب، تشاركه الإفطار قبل ذهابه إلى العمل، يثق فى ذوقها الرفيع، وهى تختار لون الكرافتة...
ركب البحر ، ناطح الصخر ، صارع الموج ، ليجد نفسه فى بلاد لا تتحدث لغته ، بين مهمشين كثر غيره ، لغتهم الإشارة وجوههم صلدة ، جهمة ، فى أول خيط من الليل ، تسلل هارباً ، لا يعرف إلى أين يمضى قادته قدماه إلى ميدان ضخم ، به نافورات مضيئة وتماثيل صخرية فى غاية من النظافة والجمال ، الناس يلقون بعملات...
ترتشف المرارة من فنجان قهوتها الثانى، منفضة السجائر إمتلأت بأعقاب إحترقت وأحرقت إصبعها، تسبح فى سحب الدخان، وجدت نفسها متلبسة باابتسامة كادت أن تضل طريقها إلى شفتيها الأشبه بحبة الفراولة وقت النضج، زوارق الحياة غير مأمونة العواقب، تعبث بها الرياح فى أزمنة الموج الهادر، أطل وجهه فى ذاكرتها، كان...
إستسلمت لنعاس خفيف وأستيقظت على صوت هاتفها الجوال ، رقم غريب لا تعرفه، لا ترد يعاود الاتصال، تفتح الهاتف، صوت هامس واثق غير مرتجف، يطلب منها أن لا تغلق الهاتف وتسمعه، - قائلاً : أنت لا تعرفيننى لكنى أعرفك ، أستدعى خيالك كل يوم، أستجديه فى لحظات الضيق، يأتينى حاملاً معه دفئاً لا يقاوم، لا تسألينى...
زارنى أبى فى الحلم، لم أفلح فى إخفاء قدح الحزن من فوق الطاولة، كنت قد تناولت منه رشفتين، المرارة ما زالت عالقة فى الحلق، مشتاق لوجه أبى الطيب وكلامه العذب وإبتسامته التى لا تفارقه ومسبحته الكهرمان، معذرة يا نهراً من طيب العنبر لفوضى المكان، لابد وأنك مررت بهذه الفوضى فى الخارج أثناء قدومك هنا،...
دفعت له برسالة أسفل باب الشقة قالت فيها : أنها تعرفه وحبها له يمشى فى أوردتها، تكتب له كل يوم، كى لا ينمو حزنها، فقط ترجوه أن لا يمزق رسائلها التى تحمل صدق مشاعرها وأحاسيسها نحوه، وهى تحترم مشاعرها التى هى قطعة منها، لقد تأكد أنها ليست من سكان العمارة لأنها حدثته عن وحدتها، والعمارة كلها ليس...
الهموم فى الحياة قد تزيد أو تنقص البعض يضيق بها، والبعض الآخر ينجح فى دفعها بعيدا، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الآسى، من أن تحلق فوق رأسك، لكن يمكنك أن تمنعها من أن تعشش فى شعرك، تزوجا عن حب، ونجح زورقهما فى شق أمواج الحياة، حتى كان يوما، ضاقت الزوجة فيه من زوجها لأسباب بسيطة، ما كان ينبغى...
ترقبه كل يوم من شباكها فى موعد ثابت لا يتغير، تتبعه عيناها حتى يختفى عن الأنظار، ملبسه أنيق خطواته منتظمة، فى غير إبطاء، لاتدرى سببا لهذا الإهتمام المفاجئ به، هل هذا مايسمونه الحب ؟ وإن حدث فهو من طرف واحد، إنه لايشعر بها وابدا لم يتطلع يوما لشباكها، تتمنى لو إنها إختارت ملابسه، بنطاله قميصه...
لم تقل شفتيها أحبك، وإنما قالته عينيها، وتضرع وإضطراب كفيها، والأغنيات التى إنسابت من شرفتها، تتشكل الدمعات فى عينيها وترفض السقوط، إيباء وكبرياء، لماذا الأشخاص الرائعون، نلتقى بهم فى الوقت الخطأ، والمكان الغير مناسب، تتضافر الصدف والتوافقات، فى غرائبية الحياة، وتجعلنا نرتاب فى منطق الأشياء،...
الهموم فى الحياة قد تزيد أو تنقص البعض يضيق بها ، والبعض الآخر ينجح فى دفعها بعيدا، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الآسى ، من أن تحلق فوق رأسك، لكن يمكنك أن تمنعها من أن تعشش فى شعرك، تزوجا عن حب، ونجح زورقهما فى شق أمواج الحياة، حتى كان يوما، ضاقت الزوجة فيه من زوجها لأسباب بسيطة، ما كان ينبغى...
ألقى صنارته فى النهر، بعد تأكده من وجود الطعم بها، جلس يتأمل النهر، فى هدوء تام وسكون، المخلاة جواره فارغة، فى إنتظار الصيد الوفير، من أسماك البورى والبلطى ومايجود به النهر، تحسبه للوهلة الأولى صياد ماهر، دون أن تدرك أنها المرة الأولى، التى أشار عليه بها أحد الأصدقاء، بعد فشله فى زحزحة الهم،...
موفورة الملاحة بوجنتين وشفتين وعينين نجلاوين مسالمتين ، تنضج كلها بالصحة الفياضة ، فى أتيلية لبيع اللوحات الفنية توقفت طويلاً ، أمام لوحة " الشاردة " التى رفض الفنان بيعها ، لما تحمله من وجع فى شرايين الغياب، يحمل الإنسان بداخله تناقضات ، قد تبلغ حد الجمع بين الأضداد ، كالغموض والوضوح ، النبالة...
رأسه الفارغة من الشعر، كثيرا مايسخر منها قائلا : أن لديه وفرة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع مشيرا إلى ذقنه كثيفة الشعر، غزارة هنا وقلة هناك قاصدا رأسه، كان مدهوشا حين وجد إسمه ضمن المحالين للمعاش، بينه وبين سن الإحالة للمعاش، عشرة أعوام، طالته مطرقة الخصخصة، مدهوشا كيف وقد أحدث تطورا فى الأرشيف...
فتحت الشرفة، لتجديد هواء الغرفة، التى تقطنها فى يومها الأول، بعد أن فازت بمنحة ألمانيه، للدراسة بجامعاتها، كان يوما مرهقا، تسجيل وتقديم أوراق، بين دهشتها لما تراه من قبلات فى أروقة الجامعة، وملابس الفتيات المختصرة، وهى الشرقية المسجونة، خلف قيم وعادات وتقاليد، حافظت وستظل تحافظ عليها، حتى آخر...
هناك فصول مجدبة لا تمطر وايضا امرأة لا تعرف الحب، فقط تعرف كيف تدمي القلوب الطيبة، غير آسفة على ماتسببه من ألم وتعاسة للآخرين، وقع فى برائن حبها الكاذب، بهرته كلماتها الرقيقة التى تجيدها، بعد ان نسجت شباكها على مهل، لديها القدرة على التأثير فى محدثها ومحاصرته وتهيئته للتسليم بما تريد، حتى...

هذا الملف

نصوص
428
آخر تحديث
أعلى